على مر عشر سنوات متتالية كرس معرض السيارات "أوطو إكسبو" موقعه كحلبة تتنافس فيها الخبرات والأبحاث العلمية للشركات المشاركة، التي تستعرض آخر مستجداتها التكنولوجية في ظل جملة من التحديات التي تفرضها التقلبات المناخية. وتكريسا لهذا المسعى حرصت جمعية مستوردي السيارات بالمغرب، من خلال هذه التظاهرة الاقتصادية، التي تتواصل نسختها العاشرة الى غاية 22 ماي الجاري بالدار البيضاء، على توفير مجال ملائم تتنافس فيه الابتكارات الطامحة إلى التجديد من أجل مواكبة متطلبات العصر و السعي نحو الأفضل حتى تجتمع في صناعة السيارات جملة من الشروط الكفيلة بتأمين الرفاهية والسلامة دون إغفالها للعامل الايكولوجي. وسعت الشركات العارضة، التي تمثل نحو 23 علامة تجارية عالمية، إلى إبراز جودة منتجاتها من خلال التركيز على مظهر ومكونات وأداء السيارات وفق مختلف أوجه الاستعمال (السياحية أو الرياضية أو المهنية)، بهدف استقطاب اهتمام أكبر عدد ممكن من الزوار، الذين يتوقع أن يصل عددهم هذه السنة، حسب المنظمين، إلى 300 ألف زائر. وتماشيا مع تطلعات المحافظة على البيئة، أظهرت مجموعة من الشركات اهتمامها بمجال الطاقات المتجددة في صناعتها اسهاما في التقليص من حجم استهلاك أنواع الوقود التقليدي، في أفق استبداله بالطاقة النظيفة. وفي هذا الإطار أقدمت بعض الشركات التي راكمت تجربة طويلة في هذا المجال إلى اعتماد التقنية الهجينة التي تعتمد على استخدام محركات تعمل بالطاقة الكهربائية والوقود، من خلال شحن بطاريات السيارة أوتوماتيكيا كلما ازدادت حركتها مما يساهم حسب مسؤوليها في الحد من استهلاك الوقود وانبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري، الذي أصبح من الهواجس على الصعيد العالمي. وتعلق آمال كبيرة على هذه التكنولوجية من أجل توفير راحة أكبر لركاب السيارات من خلال الحد من الاهتزازات والاصوات الصادرة عن المحرك وسهولة الانتقال أوتوماتيكيا من استخدام الوقود إلى الكهرباء أو العكس، فضلا عن تكريس الشعور بالمسؤولية والمواطنة الحقة من خلال ترسيخ ثقافة حماية البيئة والحفاظ على جودة الهواء، والتشجيع على الإقبال على السيارات المزودة بالمحركات الكهربائية. وأكد مسؤول تجاري لأحد الشركات العارضة أن تقنية "الايبريد" (المحركات الهجينة) تجعل السيارة سهلة الاستعمال وخفيفة الوزن، نظرا لإمكانية الاستغناء عدد من المكونات التي تتطلبها المحركات التقليدية، فضلا عن تقليص الخسائر المادية بالنسبة للسيارات التقليدية. وخلص المسؤول التجاري الى ان اقبال الزبناء المغاربة على هذا النوع من السيارات المزودة بتكنولوجية "الإيبريد" أخذ يظهر جليا في السنوات الاخيرة مما يتطلب مزيدا من الدعم والتحفيز لمواصلة توسيع نطاق مبيعاتها بضمانات قد تصل الى 5 سنوات، والاستفادة من خدمات المهندسين المختصين، مشيرا إلى أنه من ضمن مجموع مبيعات شركته التي تقدر بنحو 350 سيارة إبريد في السنوات الأخيرة لم تسجل خسائر أو أعطاب تقنية باستثناء خدمات الصيانة العادية. وضرب مثلا بالولايات المتحدة وفرنسا حيث أضحى الاهتمام متزايدا بالسيارات الايبريد بالنظر لمتانتها، مشيرا إلى أن سائقي سيارات الاجرة صاروا يقبلون عليها لاقتصادها في استهلاك الطاقة. وأضاف ان السيارة الرباعية الدفع المزودة بتقنية الايبريد لا يتعدى معدل استهلاكها 9ر4 لتر في مائة كيلومتر عوض 7 الى 8 لتر بالنسبة لنظيرتها من السيارات العادية التي تستخدم البنزيل او الغازوال.