أكد ثلة من الأكاديميين والفاعلين الحقوقيين، اليوم الجمعة بالرباط، أن المغرب حقق خلال السنوات الأخيرة تقدما كبيرا في مجال تعزيز حقوق المرأة، إلا أنه لا تزال ثمة تحديات ماثلة أمامه، لاسيما في شقها المتعلق بالولوج إلى التعليم وإلى مراكز المسؤولية السياسية والاقتصادية. واعتبرت هذه الفعاليات، خلال مشاركتها في لقاء نظم بجامعة محمد الخامس بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمرأة تحت شعار "تمكين المرأة : ديمقراطية المناصفة"، أنه حان الوقت لكي تلج المرأة المغربية الفضاء العمومي. وقالت الكاتبة العامة للفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان، أمينة بوعياش، إن هذا اللقاء يروم تدارس القوانين والتدابير الكفيلة بتنفيذ مبادئ ديمقراطية المناصفة، لتمكين المرأة من أن تكون فاعلة رئيسية في العمل السياسي والتنمية السوسيو-اقتصادية. وأبرزت بوعياش في هذا الصدد الآليات والأدوات التي تم وضعها لهذه الغاية، مشيرة على سبيل المثال إلى المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وإصلاح مدونة الأسرة، لافتة إلى أن الطريق لا يزال طويلا في سبيل تحقيق الأهداف المنشودة، لاسيما في ما يتعلق بتعليم الفتيات في الوسط القروي. من جانبها، شددت الفيلسوفة، والأستاذة الفخرية بجامعة برشلونة المستقلة، مارينا سوبيراتس، على ضرورة إنهاء "هيمنة الذكور على الجامعات وأماكن أخرى"، مبرزة أن "تقسيم العمل على أساس الجنس أصبح لا معنى له". كما دعت إلى ولوج الفتيات إلى التعليم في المناطق القروية، وحرية حركية المرأة في الأماكن العامة مع عدم تعرضها لأي نوع من التحرش، وولوجها فضاء وسائل الإعلام، علاوة على القضاء على جميع أشكال العنف ضد المرأة (الجسدي أو الفظي) وتعزيز تمثيل المرأة في الحياة السياسية. أما مدير الدراسات بالمجلس الوطني لحقوق الإنسان، نادر المومني، فقد أوضح بأن المجلس يستند في مقاربته لموضوع تمكين النساء على مرجعيتين، تتمثلان، من جهة، في الدستور المغربي، الذي ينص على مقتضيات تهم المساواة والمناصفة، ومن جهة أخرى على الالتزامات والاتفاقيات التي صادق عليها المغرب على المستوى الدولي. في سياق ذلك، أكد المومني على "الواجب السياسي" للسلطات العمومية باستعمال كل الوسائل لتحقيق هذه الأهداف. من جانبها، أشادت نائبة رئيس جامعة محمد الخامس بالرباط، المكلفة بالشؤون الأكاديمية والطلابية، إلهام برادة، بالإنجازات التي حققتها هذه الجامعة في مجال المناصفة، مشيرة إلى أنه من أصل 79 ألف طالب المسجلين، 51 في المائة منهم فتيات. وأضافت أن المرأة تمثل 50.5 في المائة من الموظفين الإداريين و 35 في المائة من المدرسين. يشار إلى أن هذا اللقاء، الذي نظمته جامعة محمد الخامس بالرباط، بالتعاون مع السفارة الإسبانية في المغرب، ومعهد ثربانتس ومركز العمل الثقافي الجامعي المواطن، شكل مناسبة للانكباب على وضعية المرأة في مجتمعات اليوم، فضلا عن مناقشة السبل الكفيلة بتمكين النساء أكثر من ولوج الأماكن العمومية.