واصلت فرقة " مسرح تانسيفت " جولتها الفنية لعرض عملها المسرحي الجديد " دارت بينا الدورة "، و الوجهة كانت هذه المرة فرنسا ، حيث كان أفراد الجالية المغربية بكل من مدينة بوردو و تولوز على موعد هام من أجل استقبال سيدة الشاشة المغربية الفنانة المتألقة دنيا بوطازوت إلى جانب ثلة من نجوم المسرح و السينما المغربيين ، من قبيل الفنان عبد الله ديدان ، محمد الورادي و سناء بحاج . و بالرجوع إلى تفاصيل هذه الجولتين ، فقد أكدت الفنانة المتألقة دنيا بوطازوت لموقع " أخبارنا المغربية " من خلال محادثة هاتفية فور عودتها إلى أرض الوطن عشية أمس الخميس ، ان العرضين معا حصدا نجاحا باهر ، حيث استمتع مغاربة فرنسا بفصول مسرحية مغربية راقت الجميع ، بل و تفاعل معها الجميع بشكل ايجابي ، خاصة ان العرض اعتمد اسلوب القالب الكوميدي في التطرق لقضايا تعالج نفسية مجموعة من الشخصيات التي تلعب بطولة هذا العمل ، مؤكدة أن قصة المسرحية تكشف في عمقها عددا من القضايا المرتبطة بالحياة اليومية. "دارت بينا الدورة" تقول دنيا بوطازوت أنها تجسيد لحكاية عائلة "سالم" التي تفاجأت بغريب يدخل منزلها ويلبس شخصيات متعددة ويظهر معها ويختفي ، جاعلا أفراد العائلة يعتقدون ويؤمنون بتعدده ، بل وأكثر من ذلك تذهب الزوجة "الغالية" والابنة "راضية" لجعله الوسيلة التي ستخلصهما من الوافد الذي يدعي أنه ابن "سالم". ويواصل حسن هموش، مخرج ومؤلف العمل المسرحي أنه من خلال أحداث المسرحية تتضارب المصالح وتتعقد وتتشابك الخيوط حين يطلب "سالم" من الزوجة والابنة إحضار مساعديهما وفجأة يختفي الشخص المتعدد عن الأنظار ويظهر بلعبة القناع الآخر وهو قناع الأم "الهادية أم المهدي". ويظهر من خلال مشاهد مسرحية "دارت بينا الدورة" ارتباك في حسابات العائلة التي اختلفت ما بين الطامع في تحقيق أغراضه والمكتوي بنار الغيرة ، وما بين الراغب في تعرية واقع أسري مبني على النفاق الاجتماعي وصراع المصلحة الذي يبرره استغلال كل الوسائل متاحة. و لعل الموقف الذي اثار الجميع تضيف ذات المتحدثة ، هو لحظة حمل العلم المغربي من طرف الفنانين نهاية العرض ، حيث تفاعل معه مغاربة بشكل قوي و ايجابي ، تعبيرا منهم عن حس الانتماء للجذور ، و هو ما جعل الدموع تنساب من عيني بكل طواعية ، حيث احسست حينها اننا قدمنا شيئا ندافع به عن هذا الوطن ، و هي لحظة فخر تاريخية لا يمكنني أن انساها ما حييت . يذكر أن عرض مسرحية " دارت بينا الدورة " التي ابدع في اخراجها الاستاذ حسن هموش بكل من بوردو و تولوز الفرنسيتين جاء بدعم من وزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج و شؤون الهجرة .