استطاع المتهم بفضل معرفته الدقيقة بالأزقة، القفز خارج أسوار المنزل المعد للدعارة الذي يرتفع عن الأرض بقرابة المترين والاختفاء عن الأنظار في جنح الظلام، والاختباء في إحدى الدور القريبة التي تعود لأحد معارفه ومغادرة الجماعة بصفة نهائية أثناء سريان التحقيق مع شريكته، التي أكدت أنها على علاقة غير شرعية مع المتهم الفار وأنهما كانا يلتقيان من أجل ممارسة الجنس واللهو وشرب الخمور أحيانا، في بيت شقيقته. تمكن المتهم الرئيسي في القضية، التي تتعلق بإضرام النار في بيت معد للدعارة، أن يفلت من قبضة الشرطة القضائية أثناء مداهمة البيت نفسه، وبفضل تنازل زوجته لم يتابع في ملف يتعلق بالخيانة الزوجية، غير أن إضرام النار في نفس الوكر الذي تديره أخته، جعل الشبهات تحوم حوله، مما أدى إلى اعتقاله وتقديمه إلى محكمة الاستئناف بالرباط مباشرة بعد اعتقال شريكته في الخيانة الزوجية بمعية الوسيطة وضبطهما في حالة تلبس بجريمة الخيانة الزوجية وإعداد وكر للدعارة، يستقبل الفتيات، من مختلف الأعمار، اللواتي كن يعانين من اعتداءات الزبناء الباحثين عن اللذة الجنسية بالمقابل المادي. بداية القضية بعد ثلاثة أيام على تقديم المتهمين إلى المحكمة الابتدائية بالخميسات، تعرض المنزل المعد للدعارة لإضرام النار، حيث احترقت مجموعة من الحاجيات خاصة الأثاث. مما دفع عناصر الضابطة القضائية إلى فتح تحقيق، بعدما تبين لهم أن البيت لم تتعرض أقفاله ولا نوافذه للكسر، كما أن محتوياته من الأفرشة والأواني ظلت سليمة، باستثناء بعض الألبسة والأثاث رخيص الثمن تم جمعه في مكان وسط الفناء وأضرمت فيه النار، وهو ما اعتبره المحققون حادثا مدبرا بحنكة مع استبعاد فرضية السرقة نهائيا. تحقيق من جديد أمام المعطيات الجديدة التي تم التوصل إليها وبعد الاستماع إلى جيران المنزل الذي أضرمت فيه النار، شمل التحقيق الأولي جميع الأطراف التي تحوم حولها الشبهات، والتي لها مصلحة في إحراق المنزل، خصوصا أن صاحبته تقبع في السجن. بعد جرد أسماء معينة ووضعها تحت المراقبة تم الاستماع إلى أطراف القضية، التي عرفت متابعة مكثفة من طرف الأوساط المحلية، التي كانت تنادي بالقضاء على أوكار الدعارة بالمدينة ومحاربتها. ولمعرفة حيثيات ودوافع الجريمة، انتقلت عناصر التحقيق إلى السجن المحلي بالخميسات، حيث تم الاستماع إلى صاحبة المنزل، والتي أدينت حينها بتهمة إعداد بيت للدعارة بتيفلت وحكم عليها بأربعة أشهر نافدة وغرامة مالية، فأوضحت للمحققين أن مفتاح المنزل استخرجت منه نسختين واحدة بحوزتها والأخرى بحوزة أخيها الهارب من جريمة الخيانة الزوجية، واعترفت بأن ابنتها بالتبني سبق أن زارت المنزل صباح اعتقالها لإغلاق النوافذ وترتيب حاجياتها، مخافة تعرضه للسرقة من قبل اللصوص ومن أبناء الحي. تكثيف المراقبة كانت أقوال السجينة بمثابة مفتاح لفك لغز إضرام النار في المنزل الذي يعود إليها، وهو ما دفع عناصر الشرطة القضائية إلى تكثيف المراقبة بنفس الحي وفي مجموعة من الأماكن التي كان يتردد عليها المتهم الفار من العدالة، خاصة بعد العمل على استدعائه عن طريق أسرته الصغيرة التي أكدت أنه غير موجود منذ مدة طويلة بالمدينة، مما أدى إلى استصدار أمر للقبض عليه من طرف وكيل الملك بالخميسات لمعرفة حقيقة إضرامه للنار في بيت أخته والأسباب التي دفعته للقيام بفعلته بحكم غيابها عن المنزل وعدم وجود آثار للسرقة أو ما شابه ذلك. اعتقال وإنكار بعد أيام معدودة من البحث والتحري والمراقبة، تم اعتقال المتهم الفار، الذي أوضح في اعترافاته أنه بريء من التهمة المنسوبة إليه ولا علاقة له بالحريق الذي شب في بيت أخته، وأكد أنه ليلة إضرام النار لم يكن موجودا إطلاقا، مدعيا أنه كان في زيارة لأحد أقاربه، وأنه سمع الخبر من سكان الدوار، إضافة إلى أنه لم يعلم باعتقال أخته في قضية تتعلق بالدعارة وإعداد وكر لها والقوادة إلا مؤخرا، واعترف بتردده على بيتها بين الفينة والأخرى في إطار الزيارات الأسرية ليس إلا، مبرزا أن لا مصلحة له في إضرام النار في بيت أخته التي تعاني الفقر والحاجة، وأنه يتوفر فعلا على نسخة من مفتاح المنزل، موضحا أنه من المحتمل أن تكون لبعض العاهرات اللواتي ينافسن أخته في الرذيلة والدعارة يد في عملية إحراق المنزل. متشبثا ببرائته من التهمة الموجهة إليه، باعتبار أن سنه ومستواه الاجتماعي وسمعة أبنائه لا تسمح له بارتكاب مثل هذه الأفعال التي لم يترب عليها منذ صغره، حسب أقواله.