ساهمت ألعاب الفيديو في انتعاش تقنية الواقع الافتراضي خلال الفترة الأخيرة، فشركتي "سوني" و"إتش تي سي" من خلال جهازيهما "بلاي ستيشن في آر"، و"فايف" دخلا في شراكة مع شركة "فالف" لألعاب الكمبيوتر، قبل أن تدخل "أوكيلوس ريفت" في شراكة مع "إكس بوكس". لكن في الربع الأول من 2016، ستصبح أجهزة الواقع الافتراضي في متناول المستهلكين، ويتوقع أن تبدأ مرحلة جديدة ومبتكرة من الترفيه في مجالات عدة، لعلّ أبرزها صناعة الأفلام والسينما. ويعود ذلك إلى أن عدداً لا بأس به من الأشخاص يمارسون ألعاب الفيديو، لكن هناك أعداداً أكبر تذهب إلى السينما، والأغلبية العظمى تشاهد التلفاز، وهكذا إذا نجحت تقنية الواقع الافتراضي في التسويق لنفسها بشكل جيد وطرحت نفسها كحاجة لا بد منها بالنسبة للمستهلكين، فإن انتشارها على نطاق واسع ومن ثم نجاحها سيصبح أمراً واقعاً. لكن في المقابل، فإن هوليوود لم تدخل بقوة في مجال الواقع الافتراضي بعد، وذلك على الرغم من التوقعات التي تشير إلى أن عدد أجهزة الواقع الافتراضي التي سيتم بيعها عام 2016 سيصل إلى 12.2 مليون جهاز. ويرى الخبراء أن هذا الواقع لن يستمر على ما هو عليه حتى وقت طويل، فمدراء استديوهات الأفلام الكبيرة بدأوا بالاطلاع على تقنية الواقع الافتراضي من خلال مهرجانات الأفلام التي يشاركون فيها، حيث يشاهدون بعض الأفلام بتقنية الواقع الافتراضي التي قام مخرجون هواة بإنتاجها. من جهتها، أعلنت شركة "أوكيلوس ريفت" عن افتتاح استديو خاص بها تحت اسم "ستوري ستوديو"، وذلك بهدف إنتاج أفلام مخصصة لجهازها. ويتوقع الخبراء أن تحقق السينما نجاحاً واسعاً في عالم الواقع الافتراضي إذا نجحت في استقطاب منتجي ومخرجي ومؤلفي الأفلام المعروفين، عوضاً عن الاعتماد على أشخاص هواة في هذا المجال. بيد أن تحقيق النجاح دونه الكثير من العقبات، لعل أبرزها مرض دوار الحركة الذي قد تسببه أجهزة الواقع الافتراضي، والتصوير في كل الاتجاهات بما يعنيه ذلك من ابتكار كاميرات احترافية قادرة على إتمام هذه المهمة بنجاح، إضافة إلى عملية معالجة الصور التي تتطلب وقتاً طويلاً. وعلى الرغم من النظرة الإيجابية للخبراء، فإنهم يرون أن تقنية الواقع الافتراضي لن تحلّ أبداً مكان الشاشة الصغيرة أو السينما في الوقت الحاضر، بل يعتبرونها مجرد وسيط جديد يمكن من خلاله مشاهدة الأفلام بطريقة مبتكرة.