انطلقت، مساء اليوم الخميس بالرباط، فعاليات الدورة الأولى لمهرجان الهندسة المعمارية، الذي ينظم تحت شعار "مغرب المعمار .. هوية وابتكار"، وذلك بحضور رئيس الحكومة السيد عبد الإله ابن كيران. وقال السيد ابن كيران، في كلمة بمناسبة انطلاق فعاليات هذا المهرجان، الذي ينظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، إن الهندسة المعمارية بالمغرب تتميز بخصوصيات تستمدها من الموروث التاريخي، معتبرا أن إصلاح قطاع الهندسة المعمارية "يأتي عبر تبني مقاربات شجاعة من طرف الحكومة ومسؤولي القطاع، خاصة فيما يتعلق بالمعمار العتيق". وأضاف رئيس الحكومة أن "المغرب مدعو إلى إعادة النظر في نموذجه المعماري الوطني، وذلك لتلبية حاجيات المواطن في التقدم والتنمية"، مؤكدا أن هذا النموذج الجديد لا يمر إلا عبر إعادة الثقة في المهندسين المعماريين. وقال، في هذا الصدد، "يجب علينا أن نثق في المهندس المعماري الذي هو جوهر كل مقاربة معمارية"، داعيا، في الوقت ذاته، إلى إعادة النظر في شروط تسليم رخص البناء التي "تشكل عائقا أمام التنمية الحضرية، نظرا للإجراءات الإدارية المعقدة". من جانبه، قال وزير التعمير وإعداد التراب الوطني، السيد إدريس مرون، إن تنظيم مهرجان الهندسة المعمارية يشكل فرصة سنوية لإعادة قراءة التراث المعماري المغربي من أجل اعتماد وإدخال تقنيات جديدة لضمان جمالية أكبر للمعمار وراحة أوفر للمواطن. وأضاف أن الغاية من هذه المناسبة هي استلهام الدروس بغية استثمار التراث المعماري المغربي من خلال التوظيف الأنسب للتقنيات والمواد المحلية وإدماجها مع التقنيات الحديثة مع استحضار شروط الاستدامة والنجاعة الطاقية، مبرزا أن هذا المهرجان يهدف أيضا إلى "مراجعة تراثنا المعماري من خلال إدراج التقنيات الجديدة في مجال العمران، والتي باتت ضرورية لتعزيز الجاذبية والإبداع والاستدامة لتصاميمنا الحضرية". وقال السيد مرون "إن مهندسينا المعماريين مدعوون بقوة للعودة إلى التراث الوطني التاريخي والعتيق، مع دمج البعد البيئي، الذي أضحى اليوم خيارا وطنيا لا رجعة فيه"، داعيا إلى خلق شركات للهندسة المعمارية بالمغرب لمواكبة الأوراش الكبرى الجارية بالمملكة وسياسة الانفتاح التي يقودها جلالة الملك نحو العالم العربي وإفريقيا. من ناحية أخرى، شدد السيد عبد الواحد منتصر، رئيس الهيئة الوطنية للمهندسين المعماريين، على ضرورة إحداث تكتلات للهندسة المعمارية بالمغرب قادرة على الاستمرار والمنافسة على المستوى الدولي وذلك تماشيا مع سياسة الانفتاح. كما تم خلال هذا المهرجان رفع الستار عن الطابع البريدي المصدر من طرف بريد المغرب بمناسبة مئوية التعمير بالمغرب وتسليم شواهد الجودة للهيئة الجهوية للمهندسين المعماريين لجهة الرباطسلا زمور زعير. ويشكل هذا المهرجان، الذي تنظمه وزارة التعمير وإعداد التراب الوطني، بشراكة مع الهيئة الوطنية للمهندسين المعماريين، والذي تم افتتاحه بتخليد اليوم الوطني للمهندس المعماري، فرصة للوقوف على غنى الموروث المعماري والحضاري الذي تزخر به المملكة، كما سيمكن من الوقوف على الإنجازات وكذا استشراف الحلول المستقبلية للتغلب على إكراهات الاستدامة والنجاعة الطاقية. وسيخلد هذا المهرجان، الذي سيقام في الفترة ما بين 14 و19 يناير الجاري بالرباط، الذكرى الثلاثين لخطاب جلالة المغفور له الحسن الثاني، طيب الله ثراه (14 يناير 1986 بمراكش)، وللذكرى العاشرة للرسالة السامية التي وجهها صاحب الجلالة الملك محمد السادس لهيئة المهندسين المعماريين (18 يناير 2006). وقد حضر افتتاح فعاليات هذا المهرجان، الذي عدد من الوزراء، ووالي جهة الرباطسلاالقنيطرة عامل عمالة الرباط، ورئيس الجهة، وخبراء مغاربة وأجانب. ويتضمن برنامج هذه التظاهرة تنظيم ندوات ومعارض وأمسيات ثقافية وفنية وورشات للأطفال وزيارات لمواقع تاريخية تشهد على تنوع الهندسة المعمارية المغربية