بمقر عمالة إقليمالجديدة نظم المجلس الوطني لهيئة المهندسين المعماريين، اليوم الأربعاء ، بتعاون مع المجلس الجهوي لدكالة عبدة، اليوم الوطني للمهندس المعماري حول موضوع "مدينة الغد"، وذلك بمناسبة تخليد الذكرى ال29 للخطاب التاريخي الذي ألقاه جلالة المغفور له الحسن الثاني يوم 14 يناير 1986 أمام هيئة المهندسين المعماريين. حضر هذا اللقاءوزير التعمير وإعداد التراب الوطني السيد محند العنصر والسيد رئيس الهيئة الوطنية للمهندسين المعماريين بالمغرب والسيد محمد لمباركي الوزير السابق والكاتب العام للعمالة ورئيس المجلس الإقليمي فيما غاب السيد العامل نظر للتزامه باجتماع بولاية أسفي .
استهل اللقاء بكلمة الترحيب لرئيس الهيئة وتلتها كلمة السيد الوزير أكد فيها على أن تزايد معدل التمدن وارتفاع عدد السكان والتوزيع المجالي غير المتكافئ الذي يعرفه المغرب على غرار باقي دول المعمور، يفرض على المهندسين المعماريين وبكيفية مستعجلة، باعتبارهم المتدخلين الأساسيين في عملية التخطيط والتدبير الحضري، إعادة التفكير في مفاهيم المدينة للإجابة عن تحدي"المدينة غدا موضحا أن هذا المعطى يساهم في ظهور العديد من الإكراهات التي ترتبط بالسير والجولان والتدهور البيئي وتدني جودة الحياة، ما يستدعي إيجاد حلول لهذه الإشكاليات، أخذا بعين الاعتبار البعد الإنساني واللامادي وشمولية الرهانات الثقافية". واعتبر السيد الوزير أن المدن الذكية، التي أضحت اليوم ضرورة، تعتبر إحدى عناصر الجواب عن هذا التحدي، مشيرا إلى أن المدن أضحت تعيش تحت وطأة مشاكل وإكراهات متعددة تتعلق أساسا بالسكن والتنقل والخدمات والترفيه، في زمن يعاني من ندرة الموارد الطبيعية والطاقية وفي ظل تنامي الوعي بأهمية ترشيدها لتحقيق فضاءات عمرانية مندمجة وتضامنية ومستدامة مبرزا أن مفهوم "المدينة غدا" يفرض على الجميع استحضار ما تراكم من تجارب متميزة واستخلاص العبر من طرق تهيئة وتدبير المدن المغربية العتيقة وتراثها المعماري من قصور وقصبات، نظرا لما تختزله من ممارسات رائدة في ميادين اختيار المواقع وتنظيم الأنشطة بداخلها وترشيد نظم توزيع الماء وتراتبية الطرق، إضافة إلى ملاءمة المواد المحلية المستعملة في البناء للخصوصيات المجالية ودورها في تجسيد مفهوم الاستدامة والنجاعة الطاقية. وبعدما أشار إلى أن سنة 2014 عرفت، بفضل تظافر جهود كل من الهيئة والوزارة المعنية، إدراج مشروعي قانونين يقضيان بتعديل القانون المؤطر للمهنة بهدف مراجعة الجوانب المرتبطة بالمستشار القانوني للهيئة الوطنية للمهندسين المعماريين وتطوير أشكال ممارسة الهندسة المعمارية في ظل سياق دولي يتميز بالعولمة والتنافسية من خلال التطرق الى شركات المهندسين المعماريين، أكد السيد العنصر أن سنة 2015 ستشكل مناسبة للقيام بمشاورات موسعة لاعداد مشروع تعديل للقانون 89-16 برمته وفق تصور ورؤية متجددين يأخذان بعين الاعتبار واقع الحال ورهانات المستقبل وفي الختام أكد الوزير على استعداد الوزارة التام لمواكبة طموح المهندسين المعماريين الرامي إلى وضع مشاريع وبرامج لتطوير مهنة الهندسة المعمارية بالمغرب لكي تتبوأ المكانة اللائقة بها ضمانا لإشعاعها المستمر وحضورها الوازن في مسلسل التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية بقيادة جلالة الملك محمد السادس وهنأ، بهذه المناسبة، الهيئة الوطنية للمهندسين المعماريين على اختيارهم لهذا الموضوع الواعد، معربا عن أمله في أن تساهم التوصيات التي سيتم استصدارها في بلورة مقترحات عملية من شأنها تجديد المفاهيم وتطوير المناهج قصد تعزيز مكاسب مائة سنة من التشريعات المتعاقبة، وإرساء إطار مرجعي لتحقيق التنمية المستدامة بالمدن المغربية مع مراعاة التوفيق بين قيم الحداثة والتنوع وضرورة تثمين الهويات والخصوصياتالجهوية والمحلية والاقتصاد في الموارد بكل أنواعها وبعد كلمة السيد الوزير تمعرض فيلم وثائقي بمناسبة 100سنة عن أول ظهير للتعمير يجسد هذا الفيلم المراحل التي مرت منه التشكيلة المعمارية في المغرب ومدى التطور الدي عرفه المغرب في هذا الاتجاه .وتم انجاز هذا الفيلم خلال المناظرة الدولية التي انعقدت في 10دجنبر 2014 وانبتق عنها توصيات من اهمها : بلورة وتفعيل سياسات مجالية مندمجة عبر اعتماد مقاربات متجددة واستراتجيات للتنمية .مع دعم اقتصاد منتج ومستدام قادر على جلب الاستثمارات وترسيخ التماسك المجالي وتفعيل برامج لتقوية قدرات المجالات على مجابهة التحديات باستعمال واستغلال عقلاني للموارد .تحقيق التمفضل بين السياسات الحضرية والتنقلات لتكريس استدامة المجالات .تشجيع وتطويرالمدن الذكية .تفعيل مناهج جديدة لحكامة ناجعة .توسيع دائرة تبادل المماراسات الجيدة.
وفي كلمة السيد العامل الذي ناب عنه فيها السيد محمد فارس اشار الى المنجزات التي تمت في الاقليم مبرزا المشاريع المزمع انجازها في المستقبل القريب .
وخلا ل هذا الحفل تم توزيع دبلومات المهندسيين المعماريين على بعض خريجي المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بالمغرب .
كما تم تكريم الوزير السابق السيد محمد لمباركي نظرا للمجهودات التي بذلها في سياسة التعمير في المغرب سواء من خلال تراسه لهيئة المهندسين او من خلال منصبه كوزير للسكنى والتعمير .وبالمناسبة القى السيد الوزير كلمة شكر فيها الهيئة على مجهوداتها في محاولة تطوير المجال المعماري من خلال توصيات ترفعها الى الحكومة للرقي بالمغرب الى البلدان النامية مشيرا الى ان هذا اللقاء مناسبة لاستعراض منجزات وأعمال المهندس المعمار المغربي في جميع الميادين، والوقوف وقفة تأمل و دراسة لكل القضايا المرتبط بالمهنة.
اما الجزء الثاني من الحفل تم عقد ندوة فكرية شارك فيها السيد جان بيير فري بعرض حول المدينة غدا وعرض للسيد عبداللطيف فكاك حول المدينة المقاولاتية وعرض حول التنقل بالمدينة للسيد رشيد الصميدي . وجاء في بلاغ للمنظمين أن الدورة الجديدة لليوم الوطني للمهندس المعماري تتوخى، فضلا عن جانبها الاحتفالي، التوعية بالرهانات والتحديات والرؤى التي ستواجه مدن الغد، بما فيها مشكلة المشهد الحضري وقضايا الازدحام الحضري، والنقل المشترك، واقتصاد الطاقة، وانعدام الأمن، والقضايا البيئية وتدبير النفايات. ويشكل مسلسل التفكير في هذه القضايا مصدر إلهام بالنسبة لأصحاب القرار والمهنيين المعنيين بالتنمية والتهيئة الحضرية، سواء على المستوى المحلي أو الجهوي أو الوطني، وتتمثل الرسالة الأساسية في التأكيد على أنه "من خلال المسافة التي يخولها التفكير، كيف يمكن لمغرب اليوم، القوي بنجاحاته والواعي بالدروس المستخلصة من تاريخه، أن يكون قادرا، بثقة وعزم، على سلك الطريق الذي يقود نحو رؤية جديدة لمدينة الغد".