وقوفا عند صحة الفتوى التي أجابت بها اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في السعودية، حول: ما هي أنواع الألعاب الجائزة في الإسلام؟ فأجابت في فتوى منشورة بما يلي: "يجوز السباق على الخيل والإبل، وفي الرماية، واللعب بالحراب ونحوها". وتأكيد إجابتها حول: ما هو الحكم في الدخول إلى ملعب كرة القدم لمشاهدة إحدى المباريات؟ فكانت الفتوى: "إن كان لا يترتب عليه ترك واجب كالصلاة، وليس فيه رؤية عورة، ولا يترتب عليه شحناء وعداوة، فلا شيء فيه، والأفضل ترك ذلك، لأنه لهو، خصوصا إن كان حضوره يجر إلى تفويت واجب وفعل محرم". وخلافا لهذه الفتوى جاءت الكثير من آراء السلفيين، حتى أن هناك من طرح أفكارا طريفة مثل الشيخ الشحات المحسوب على الجماعة السلفية المصرية والذي حرم من خلالها كرة القدم داعيا اللاعبين إلى اعتزالها ورفع صفة شهيد عن من يموت في ملاعب الكرة، وذلك على خلفية ما حصل في ستاد بورسعيد عقب مباراة الأهلي والمصري. ويقول السلفيون أن هناك قولين في كرة القدم، وهما المنع مطلقاً، وبذلك قال الشيخ عبد العزيز السلمان، أو منع اللعب إن كان منظماً، وبذلك أفتى الشيخ محمد بن إبراهيم. غير أن الحقيقة وجود قول ذلك هو الأصح بكل تأكيد، وهو الجواز مطلقاً، وبهذا قال ابن تيمية وبه أفتت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء. وفيما يلي أحاول أن أرصد لكم بعض الفتاوى الطريفة التي يقول بها سلفيون، ولا يعني ذلك أنها تعبر عن وجهة نظر صحيحة أو مطابقة لقواعد الشريعة الإسلامية: كرة القدم .. منبع الضلالة: وفي كتاب شامل بعنوان "حقيقة كرة القدم: دراسة شرعية من خلال فقه الواقع"، من تأليف ذياب الغامدي، الذي يقول في المقدمة: "لا نشك طَرْفة عين أن كرة القدم قد غدت منبع الضلالة، ومنجم الجهالة". كرة القدم قمار: ويرى سلفيون "أن مباريات كرة القدم حرام، سواء كانت الجوائز من اللاعبين أو بعضهم، لكون ذلك قماراً، وإذا كانت من غيرهم فهي حرام، لكونها مكافأة على فعل محرم، وعلى هذا فحضور هذه المباريات حرام". حرام بسبب عدم وجود القصاص: ومن أطرف أقوال الغامدي أن كرة القدم حرام لأن حكم المباراة يلغي حُكم الله في الجنايات والقصاص، مثل العين بالعين والسن بالسن. ويقول: "لو أن اللاعب أثناء المباراة قام بكسر رجل أو سن لاعب آخر، أو قام بضربه أو غير ذلك مما نصت الشريعة الإسلامية على القصاص فيه، كانت حكمه عندهم "فاول"، أو ضربة جزاء، أو طرداً من الملعب، أو "كرت" أحمر، أو غير ذلك من القوانين الوضعية". حرام بسبب التصفيق والتصفير: ومن المحرمات التي تنشرها كرة القدم التصفير والتصفيق في المحافل والاجتماعات للتشجيع والتعجب، ولا يجوز رفع الأصوات بالهتاف والتأييد. تحريم "البيبي فوت": حرّمت أوساط سلفية "البيبي فوت"، التي ظهرت في أماكن التسلية، وهي عبارة عن ملعب كرة قدم مصغر على شكل طاولة فيها تماثيل لاعبي، ويوضع فيها كرة صغيرة، وجاء في الفتوى: "إذا كان حال هذه اللعبة ما ذُكر من وجود تماثيل بالمنضدة التي يُلعب عليها، ودفع المغلوب أجرة استعمال اللعبة لصاحبها فهي محرمة". قنبلة الطرافة: من أطرف ما يورده الغامدي إن من أسباب التحريم ما يفعله لاعبو كرة القدم أثناء اللعب مع خصومهم، مثل ركل الكرة بشدة تجاه الخصم أو المراوغة أثناء اللعب، وهي حركات تهدف إلى تخويف وترويع المنافس، وكذا ما يفعله بعض المشجعين عند فوز فريقهم من ترويع وتخويف للمارة من المسلمين".