في ممارسته اليومية للسياسة وللعمل السياسي وخاصة على مستوى الخطاب نجد أنفسنا مضطرين إلى اعتماد مفاهيم متعددة حتى يبلغ خطابنا السياسي مبلغه ومن أجل الحفاظ على سلامة العلاقة بين منتج الخطاب السياسي ومستهلكه سواء تعلق الأمر بالخطاب السياسي الخاص بالقضايا الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية أو بالخطاب السياسي الدولي في ممارسة أردوغان. ونحن في موضوع: ( أسلمة أردوغان للشعب التركي واختلاط المفاهيم في ممارسته السياسية...) نجد أنفسنا أمام رجل يعتبر نفسه عظيما ويحن إلى حكم العالم من خلال تحوله إلى خليفة للمسلمين بعد سيطرة التوجهات المختلفة على بلاد المسلمين ومبايعته بعد غعطاء الإشارة من داعش والنصرة وغيرها من التوجهات التي تؤدلج الدين افسلامي وتحمل السلاح و(تجاهد) من أجل إقامة خلافة غسلامية لا نجدها إلا في كتب التاريخ التي تمجد منم (جاهدوا) حتى أقاموا خلافات (إسلامية) على جثث البشر وعلى أكوام من الرؤوس التي تتحول في عهودهم إلى أكوام هائلة لا وجود لقطعها والتمثيل بها أي ذرة إنسانية جاء بها الدين الإسلامي الحنيف ودون مراعاة لقيمه النبيلة التي تداس باسمه وباسم تطبيق الشريعة افسلامية والغاية واحدة وهي حكم البشر باستبداد مطلق لا علاقة له بالدين الإسلامي ولا هم يحزنون. إننا عندما نقف أمام الهبة الأردوغانية / الإخوانية / الرجعية / الخليجية التي لا تتمدد إلا في مجالات التخلف التي تضرب في عمق التاريخ وتمتد لتشمل وتمتد لتشمل كل أفق بلاد العرب وباقي بلدان المسلمين وتهاجم باقي البلدان في عمق تاريخها وةفي أراضيها ليصير وحده استبداد خلافة أردوغان الإخواني ومن على شاكلته هو الصالح وحده للوجود وللحكم على وجه الكرة الأرضية التي لا قبل لها في عهودهم بشيء اسمه الإنسان حتى وإنكانت المجتمعات المخالفة لتوجه الخلافة الأردوغانية الإخوانية يومن معظمها بالدين افسلامي أو يحضر فيها احترام للقيم النبيلة التي حث الدين الإسلامي على التحلي بها أو تحترم وتؤجرؤ حقوق افنسان الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والمدنية والسياسية كما هي في الإعلانات والمواثيق والاتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان لأن الإنسان عدو الإسلام كما يفهمونه ولأن المسلم الملتزم بالخضوع المطلق للحكم الأردوغاني الإخواني الرجعي الخارجي لا تهم إنسانيته في شيء ما دام خضوعه المطلق يحقق أهداف الحكام في فرض الاستبداد المطلق على من يعيش في ظل دولة الخلافة الأردغانية الإخوانية الرجعية الخليجية الوهابية. ولذلك فعندما أتهم بوتين أردوغان بالعمل على أسلمة توركيا فإنه يعرف ما يقول فالأسلمة ليست هي الدين الإسلامي والدين افسلامي كما يومن به كافة المسلمين في كل بقاع الأرض ليس هو الأسلمة والعمل على التفريق بينهما في فكر وممارسة بوتين يعتبر مسألة أساسية فالإيمان بالدين الإسلامي يختلف اختلافا مطلقا عن اتخاذ قرار سياسي بتوظيف الدين افسلامي أيديولوجيا وسياسيا كاساس للحكم المطلق والمستبد في بلاد العرب والمسلمين وفي كل بلاد الكرة الأرضية من منطلق أن الحكم أن الحكم الذي يسمونه خلافة إسلامية لا يومن بالاختلاف بقدر ما يعمل على مصادرة حق كل مخالف في الحياة حتى وإن كانت فيه منفعة معينة للبشر وللبشرية لأن لأن هؤلاء الردوغانيين الإخوانجيين الرجعيين الخليجيين الوهابيين يحاولون أن يكرسوا مفهوم القدرية الذي يعطل إعمال العقل في الفكر وفي الممارسة حتى يصير حكمهم للكون وتحكمهم فيه قدرا من عند الله وليس فعلا بشريا مما يجعل نقد هذا الحكم ومقارعته سياسيا وعلى المستوى الإعلامي مسألة محرمة ومن يقوم بها يستحق مصادرة حقه في الحياة لطعنه في الذات الإلاهية وفي قدر الله على الكون الذي تحرم معارضته أما الدين الإسلامي الحنيف فهو كما يومن به المسلمون في كل بقاع الأرض كمصدر للقيم النبيلة التي ترفع مكانة من يتحلى بها في الأوساط التي يتحرك فيها مما يجعل منهم مصدرا للحرص على سلامة الواقع من كل المراض الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية كوسيلة من وسائل بث وتصريف قيم الدين افسلامي التي لا علاقة لها بقيم السلمة التي ينهجها أردوغان ومن على شاكلته. وقد تبين من خلال ما رأينا أن بوتين يدقق في استعمال المصطلح عندما يفرق بين الأسلمة وبين الدين الإسلامي وأن أردوغان يطابق بين الأسلمة وبين الدين الإسلامي الذي يفقد قدرته على أن يصير مصدرا للقيم النبيلة التي يتحلى بها المسلمون ليتحول إلى مصدر لقيم مصادرة الحق في الحياة وقطع الرؤوس والتمثيل بالجثث وغير ذلك وباسم تطبيق الشريعة افسلامية وابتداع فتاوى الفساد والدعارة التي يسمونها جهاد النكاح. وقيام بوتين باعتماد التدقيق في المصطلحات في مقابل اعتماد الخلط وعدم التحديد والإطلاقية في المصطلحات يرجع إلى ضبط التكوين في ممارسة بوتين الفكرية والسياسية وعدم ضبط التكوين في ممارسة أردوغان الفكرية والسياسية وهو ما ينتج عنه أن بوتين عندما اتخذ قرار محاربة الإرهاب وخاصة في سورية فإن كل من يرتبط بمصادر التمويل ويسعى على تخريب سورية والعراق وغيرهما يعتبر إرهابيا وبالتالي فكل من يمول الإرهاب من الدول فهو إرهابي ودولة غرهابية لأن المنطق السليم يفرض ذلك وبالتالي فتركيا دولة إرهابية والسعودية دولة غرهابية وقطر دولة إرهابية والإرهاب لا يواجه إلا بالقوة والقوة والقوة وحدها هي العامل الحاسم في الإرهاب القائم ماديا ومعنويا أما تجفيف منابع الإرهاب فإنه يحتاج إلى أشياء أخرى نأتي على توضيحها في موضوع آخر. وأسلمة أردوغان للشعب التركي لا تعني أن الشعب التركي غير مقتنع بالدين الإسلامي بقدر ما يعني أن اردوغان يعمل على تحويل الدين الإسلامي على دين مؤدلج انطلاقا من فهم حزب أردوغان للدين الإسلامي وحزب أردوغان (العدالة والتنمية) قام على أساس الاستغلال الأيديولوجي والسياسي للدين افسلامي لأنه بقدر ما يقتنع مؤدلجو الدين افسلامي في صفوف الشعب التركي بقدر ما تتسع دائرة المؤيدين على حزب أردوغان وهذا التأييد الواسع بين مؤدلجي الدين الإسلامي في صفوف الشعب التركي هو الذي أوصل أردوغان إلى رئاسة توركيا والدولة التركية بصيرورتها مؤدلجة للدين الإسلامي تصير فاسدة ومستبدة حتى وإن ارتدت لباس الدين افسلامي الذي لم يعد دينا إسلاميا بقدر ما صار دينا مؤدلجا والدين المؤدلج هو دين محرف يصلح للارتقاء بواسطة مختلف السلاليم المشروعة وغير المشروعة إلى مراكز اتخاذ القرار وإلى أعلى هيأة للسلطة خاصة وأن الأدلجة ليست إلا وسيلة لإنتاج ةالظلامية التي تنمط افنسان وتجعله لا يرى فيمن يخالفه إلا إلى مجال لممارسة التصفية الجسدية عن طريق القتل والذبح وقطع الأطراف باسم (تطبيق) الشريعة الإسلامية التي تحولت على وسيلة لفرض اعتناق أدلجة الدين الإسلامي. وإذا وجد اردوغان المجال مناسبا لنشر أدلجة الدين افسلامي عن طريق نشر الظلامية في صفوف الشعب التركي فإن انعدام وصول مؤدلجي الدين الإسلامي إلى مراكز القرار في الدول المجاورة سيحول أردوغان وحزبه ودولته إلى داعمين للإرهاب القادم على هذه الدول من خارجها وبدعم من أردوغان ومن على شاكلته كالسعودية وقطر وبدعم منى الرأسمالية العالمية التي يعتبر افرهاب وسيلة من وسائل استهلاك سلاحها الذي تنتجه بدون حساب وصولا إلى جعل الدول المجاورة منهارة أمام ما يقوم به الإرهابيون المدعومون تركيا وسعوديا وقطريا وأمريكيا وأوروبيا. وغذا وقف بوتين إلى جانب حليفته سورية فلنه انخرط في الحرب ضد افرهاب التي تدعي أمريكا أنها تقوم بها إلى جانب حلفائها ومنهم السعودية وقطر غير أن انخراط روسيا بوتين في الحرب ضد افرهاب في سورية اتخذ طابع الجدية وأذاق كل التنظيمات افرهابية ما تعرفه على مدى قيام الحرب على الإرهاب مما جعل كل التنظيمات الإرهابية مهددة بالزوال وغلى الأبد بفعل الضربات المتوالية التي تقوم بها روسيا ضد الإرهاب والتي تؤدي بالضرورة إلى تراجع الإرهابيين في سورية وقيام الجيش السوري الكثير من الراضي التي يحتلها الإرهابيون في العديد من مناطق الصراع داخل سورية وهذا التقدم اذي يحرزه الجيش السوري في كل مناطق الصراع في ريف دمشق وفي ريف غدلب وفي غيرها من الأرياف التي تعرف صراعا بين الجيش السوري وبين الإرهابيين وهو ما جعل تركيا تفقد اعصابها وتقدم على غسقاط طائرة سوخوي 24 وهو ما جر على تركيا غضب بوتين الذي انخرط في عمل ىخر يؤدي على ردع توركيا وغلى قطع الطريق امام غمداد افرهابيين بالدعم اللوجيستيكي المادي والبشري وقطع العلاقات الديبلوماسية والتجارية مع توركيا وتغيير العملاء التجاريين مما يؤدي بالضرورة إلى إضعاف توركيا كذلك. فهل تنتبه شعوب المسلمين إلى خطورة تمكين مؤدلجي الدين افسلامي من الوصول إلى مراكز القرار؟ وهل تعمل على الحد من سطوة ادلجة الدين الإسلامي؟ ألا تعتبر أن الصراع بين بوتين وأردوغات هو بداية المراجعات التي يجب القيام بها ضد مؤدلجي الدين الإسلامي؟