دعا أعضاء مجموعة من الجمعيات، أمس الأربعاء بفاس، إلى تحسين ظروف عيش ساكنة المناطق الجبلية ووضع استراتيجية تشاركية وحكامة جيدة لتدبير الشأن المحلي. ودعا أعضاء الجمعيات، في لقاء نظم من طرف جمعية الهدف ببولمان والائتلاف المدني من أجل الجبل تحت شعار"من أجل فعل مدني قوي وملتزم بقضايا المناطق الجبلية"، السلطات المحلية وصناع القرار إلى استثمار الكفاءات المحلية للحفاظ على البيئة وتلبية تطلعات ساكنة المناطق الجبلية التي تعاني من مشاكل اجتماعية واقتصادية وتفتقر للأنشطة الثقافية. وشدد ممثلو الجمعيات على ضرورة اعتماد سياسات عمومية تراعي خصوصيات المناطق الجبلية وتضمن التنمية المجالية والبشرية والعمل على تثمين المنتجات المحلية عبر وضع علامات مميزة للمنتجات الجبلية وخلق وحدات للإنتاج المحلي، وكذا إحداث مؤسسة وطنية تعنى بقضايا المناطق الجبلية وحماية المنظومة الايكولوجية من التلوث ومن التدهور البيئي. وبعد تسليط الضوء على الأهمية التي توليها بعض البلدان المتقدمة لتنمية المناطق الجبلية، أشار المتدخلون إلى غياب قوانين تنظم توزيع الماء بالمناطق الجبلية، مؤكدين على ضرورة أن تولي السلطات عناية للكفاءات والتقاليد والأعراف التي تنظم استغلال الثروات الطبيعية بالمناطق الجبلية، خصوصا الموارد المائية. وفي هذا السياق، قال رئيس جمعية الهدف ببولمان، السيد محمد ديش، إن " المغرب يتوفر على تنوع بيولوجي غني و وثروات حيوانية ونباتية مهمة، لكن مجموعة من الإكراهات تعيق استغلال هذه الثروات بشكل عقلاني". وأشار السيد ديش إلى أن التعبئة الكبيرة للجمعيات النشيطة بالمناطق الجبلية تستدعي إعادة النظر في الجوانب التنظيمية، مؤكدا على أنه " لتحقيق ذلك يتطلب الأمر دعامات جمعوية قوية تؤمن بمبادئ الائتلاف، وأن العمل المستقبلي يتطلب تقوية العمل الجمعوي في مجالات متعددة يكون لها لوجستيك قوي وتجربة في المرافعة ومؤهلات قوية للتعبئة والوعي الكبير". يشار إلى أن هذه التظاهرة أتاحت الفرصة لأعضاء الجمعيات للاطلاع عن توصيات اللقاءات التي عقدت مؤخرا بالعديد من المدن الجبلية، منها بولمان وخنيفرة وتنغير.