كشف علماء أمريكيون عن خطأ علمي وتاريخي لحفريات منقرضة من حوت العنبر الأبيض، ظلت لعقود مصنفة أنها حفريات لحيوان الفقمة. العلماء كشفوا الستار عن واحد من أهم الأسرار التاريخية لحيتان المحيط الهادي. ظلت مجموعة من الحفريات لعقود طويلة مصنفة على أنها حفريات حيوان الفقمة أو فيل البحر المنقرضة، لكن العلماء اكتشفوا حقيقة مذهلة، فالحفريات تعود في الواقع لبقايا حوت العنبر الأبيض، المعروف أيضا بحوت "البيسيتوس"، وهو حوت كان يسبح في المحيط الهادي قبل 15 مليون سنة، وذلك حسب الدراسة التي نشرتها دورية "بلوس وان".الحفريات اكتشفت سنة 1909 في سانتا باربره بكاليفورنيا في الولاياتالمتحدةالأمريكية. وقال الباحث اليكس بويرسما من متحف التاريخ الطبيعي في واشنطن التابع لمؤسسة سيمثونيان "لإن الحفرية ذات لون أبيض شاحب وتتعلق بحوت العنبر العتيق فيبدو من الملائم تكريم حوت ملفيل السيئ السمع".ويضيف بويرسما: "كان من الواضح لنا من الوهلة الأولى أن هذه لحفريات تختلف عن الأخرى لحوت العنبر التي رأيناها، ما يعني أنها ربما تحمل مفتاح لغز حكايات مهمة عن نشوء وتطور حوت العنبر عبر العصور". طول هذا الحوت كان يبلغ حوالي ستة أمتار ويزن حوالي ستة أطنان، ويرجح العلماء أن هذا الحوت ينتمي إلى عائلة حوت العنير الحديث (18 مترا هو طول الحوت الحديث)، لكنه أصغر حجما. كما يتميز حوت العنبر الأبيض بأسنانه المخروطية الضخمة وفكه الهائل، وهو أكثر متانة في البنيان عن حوت العنبر الحديث، ما يجعل حوت "البيسيتوس" أكثر شراسة. وقال بويرسما "يشير وجود أسنان ضخمة علوية وسفلية إلى أن "البيسيتوس" كان على الأرجح من آكلات اللحوم المتوحشة، ما يعني أنه كان يتغذى على الثدييات البحرية الأخرى مثل الحيوانات الصغيرة من الحيتان والفقمة". هذا النمط من التغذية لا يعتبر شائعا بين الحيتان الحديثة، وهو يقتصر فقط على الحوت القاتل، فيما تتغذى حيتان العنبر الحديثة على الحبار. ويضيف نيكولاس بينسون مدير حفريات الثدييات البحرية بالمتحف "كنت أود ان أكون فقمة في المحيط الهادي"، كتعبير عن ذهوله وإعجابه بهذا النوع من الحيتان. كما تتميز حيتان العنبر بشكل رأس ضخم فريد، يحوي أعضاء يعتقد انها تلعب دورا في إحداث الصوت المستخدم في اجتذاب الفرائس. ويشير شكل جمجمة حوت "البيسيتوس" إلى أن عضو صوت هذه الحفرية أصغر حجما من الج ما يجعل شكل الرأس أصغر حجما. حيتان العنبر بشكل الرأس المتضخم الفريد الذي يحوي أعضاء يعتقد انها تلعب دورا في إحداث الصوت المستخدم في اجتذاب الفرائس. ويشير شكل جمجمة حوت "البيسيتوس" الى ان عضو الصوت ذلك كان أصغر حجما ما يجعل شكل الرأس أصغر حجما. وتشير الدراسات أن أول حوت عنبر معروف كان يعيش قبل 25 مليون عام.