تتنبأ دراسة أمريكية حديثة باختفاء الهواتف الذكية خلال السنوات الخمس المقبلة وانتهاء حقبة عناء نفاد البطاريات سريعاً وتهشم الشاشة وتوقف البرامج وغيرها من الأمور المزعجة للمستخدمين. وتنبثق هذه الدراسة من أبرز 10 اتجاهات تكنولوجية لعام 2016 أجرتها مؤسسة "إريكسون كونسيومر لاب". وتظهر هذه الدراسة مع اقتراب نهاية عام 2015 واستقبال عام جديد. تعمقت الدراسة الأمريكية في هذه الاتجاهات المستقبلية وخرجت بمجموعة من النتائج المتوقعة، أبرزها تلاشي الهواتف الذكية ونهاية عصر الشاشات وبزوغ حقبة جديدة من الأجهزة الإلكترونية التي بدأت تلوح بشائرها في الأفق في الوقت الراهن. عصر الرقائق الإلكترونية المدمجة بالجسم البشري أشارت الدراسة إلى أن المستقبل القريب سيرى على الأغلب صعود عصر جديد من الرقائق الإلكترونية من شأنه دمجه وإدراجه وزراعته داخل الأجسام البشرية، كي يتمكن الإنسان من معرفة ما يقوم به جسمه وما يشعر به وبالتالي تحسين وظائفه وعلاج الأمراض التي تصيبه. تقنيات الذكاء الاصطناعي وانتهاء عصر الشاشات أوضحت الدراسة أيضاً أن أحد أبرز الاتجاهات المتنامية لعام 2016 تتمثل في تقنيات الذكاء الاصطناعي التي تطور سريعاً طريقة تفاعل البشر مع الأشياء المحيطة به، فتتغير طريقة تفاعل الإنسان مع الملابس التي يرتديها والمنزل الذي يسكن فيه والسيارة أو وسيلة المواصلات التي يركبها وتعاملاته البنكية وغيرها من القطاعات الأخرى كالتعليم والسياسة والاقتصاد وكل ما يحيط بالإنسان. وهذا من شأنه سيغير من سلوكيات وطبيعة البشر. شملت دراسة إريكسون حوارات ومقابلات مع 100 ألف مستخدم وخبير تقني من 39 دولة لجمع آرائهم وتنبؤاتهم وتوقعاتهم للاتجاهات التقنية المستقبلية، واعتقد مستخدمو الهواتف الذكية أن تقنيات الذكاء الاصطناعي باتت تؤدي العديد من الأنشطة مثل عملية البحث عبر الإنترنت والإرشاد السياحي بالإضافة إلى وظيفتها كمساعد شخصي افتراضي للمستخدم. واعتقد 44% من المستطلع آراؤهم بأن أنظمة الذكاء الاصطناعي ستكون مفيدة جداً في مجال التعليم، كي تصبح معلماً، 29% منهم يرى أنها ستصبح بمثابة المستشار المالي أو الطبيب الخاص للمستخدم، حيث تجيب على جميع أسئلته واستفساراته. الأجهزة الذكية القابلة للارتداء ستتحدث مع أجهزة المنزل وقال 85% من المستطلع آراؤهم ومن مستخدمي الهواتف الذكية أن الأجهزة الذكية القابلة للارتداء ستحل محل الهواتف الذكية خلال 5 سنوات المقبلة، فيما يعتقد مستخدم من اثنين أنها ستكون قادرة على التحدث مع الأجهزة المنزلية بالطريقة التي تتفاعل بها مع البشر. تنامي المعلومات الافتراضية وتقنيات الأبعاد الثلاثية تتوقع الدراسة بتنامي العالم الافتراضي واستمرار نمو المعلومات الافتراضية لاسيما خارج الشاشات التقليدية أي الهواتف الذكية، فستظهر خرائط للواقع الافتراضي وأفلام تُبث حول المستخدم في كل مكان دون الحاجة إلى أجهزة وأيضاً ستغير طريقة ارتداء الملابس وطريقة ممارسة الرياضة وغيرها، ويرى 50% من المستطلع آراؤهم أن الشاشات ثلاثية الأبعاد ستزاد بوتيرة سريعة خلال السنوات الخمس المقبلة. إنترنت الأشياء وأجهزة التحكم الذكية ومع تنامي مفهوم "إنترنت الأشياء" توقع 55% من مستخدمي الهواتف الذكية أنه في غضون 5 سنوات ستزود منازلهم بالعديد من الأجهزة الاستشعارية مهمتها البحث عن الأخطاء والعيوب في البناء وتكتشف تسرب المياه وترشد من استهلاك الكهرباء وكل ما يتعلق بالبنية التحتية للبناء، بخلاف التحكم الذاتي في أجهزة المنزل من مكيفات وأبواب ومطبخ وإضاءة وأجهزة ألعاب وغيرها. وسائل المواصلات الذكية أظهرت الدراسة أن الركاب على مستوى العالم يقضون 20% من وقتهم في التنقل بوسائل المواصلات سواء كانت سياراتهم أو وسائل عامة ما يؤثر على الوقت المفترض قضائه في الأنشطة المفيدة ومقابلة العائلة والأصدقاء، وعلى الرغم من توافر الإنترنت والخرائط والتطبيقات التي تسهل عملية التنقل من مكان إلى آخر، إلا أن 66% منهم غير راضين عن مصداقية المعلومات، ويأمل الركاب في توافر خدمات تنقل تعتمد على الإنترنت تقدم معلومات في الوقت الحقيقي، تساعد الفرد على التنقل بأريحية دون ضياع الوقت