كشفت شركة جوجل عن جهاز استشعار تفاعلي يستخدم الرادار لترجمة حركات اليد إلى أوامر للأجهزة الإلكترونية، بشكل يغير من طريقة تصميمه من شكل لآخر. وحسب “روسيا اليوم”، عن “دي زين”، يعد جهاز Soli أحد مشروعات التكنولوجيا المتقدمة، الذي كشف عنه الفريق العلمي (ATAP) التابع لجوجل خلال مؤتمر I / O لمطوري الشركة، الذي عقد بمدينة سان فرانسيسكو الأسبوع الماضي. وأنشأ الفريق جهاز استشعار دقيق فوق رقاقة أو شريحة صغيرة الحجم، حيث يتتبع وهذا الجهاز الملليمترات متناهية الصغر من حركات يد الإنسان بسرعة عالية ودقة بواسطة جهاز رادار، يستخدم الجهاز هذه الحركات للتحكم في الأجهزة الإلكترونية، دون أي اتصال جسدي بها. وقد يزيل الجهاز الحاجة لتصميم الأزرار والأقراص الدائرية على منتجات الأجهزة الإلكترونية، مثل الساعات والهواتف وأجهزة الراديو والتلفزيون، وحتى المعدات الطبية. ومن الممكن أيضا دمج هذه الرقائق في نظارات جوجل الذكية، حتى يمكن الاستفادة من حركات اليد، لإعطاء أوامر للنظارة بالتصوير أو تسجيل وتخزين الفيديوهات، وغيرها من التطبيقات المثيرة المرتبطة بمثل هذا النوع من النظارات المتطورة. وتعتمد طريقة عمل الرقاقة على موجات طيف الترددات الراديوية التي تنبعث إلى اليد عن طريق شريحة الرقاقة التي تتلقى الموجات المنعكسة من اليد ليتم نقلها إلى دائرة الكمبيوتر، التي تفسر هذه الإشارات الصادرة من يد الإنسان وتحولها لأوامر تنفذها الأجهزة الإلكترونية. ومن جانبه، قال “إيفان بوبوريف”، مطور هذه التقنية: “الرادارات تستخدم عادة لتتبع الأجسام الكبيرة مثل السيارات والأقمار الصناعية والطائرات وأشياء أخرى مختلفة، إلا أننا سنستخدمها في هذه التقنية لتعقب الحركات متناهية الصغر، لتعقب الحركات والإيماءات البسيطة من أيدي البشر لتتفاعل مع الأجهزة الذكية”. وقد استطاع فريق العمل تحويل مقاصد إشارات اليد إلى بيانات ومعلومات، يتم تخزينها في قاعدة بيانات تضم جميع أنواع الحركات والغرض منها، بحيث يتم فهم القصد من حركة اليد على الفور، مما يخلق نوعا من الأدوات الافتراضية، مثل الأزرار أو الأقراص الدائرية الافتراضية. وبشكل عام فأجهزة الرادار لديها دقة موضعية عالية جدا يمكنها الشعور بالحركات متناهية الصغر، كما يمكن أن تعمل أيضا من خلال مواد أخرى، ما يعني أن الرقائق يمكن أن تكون جزءا من أجهزة أخرى، إلا أن هذا لن يمنعها من التقاط الإشارات وتحويلها إلى أوامر. وقد اختار فريق العمل مجموعة من الإيماءات والإشارات المعينة لتشابهها مع الحركات الطبيعية، التي يقوم بها الناس عادة كل يوم على سبيل المثال، عند تلامس السبابة مع الإبهام في دائرة مغلقة، يمكن استخدام هذه الحركة في التنقل على شاشة الجهاز الذكي، بينما يعني نقر السبابة مع الإبهام الضغط على الزر الافتراضي. هذا ويختبر فريق ATAP في شركة جوجل بالفعل تطبيقات هذه التقنية، للحصول على التكنولوجيا الجديدة في أقرب وقت ممكن، بما في ذلك ضوابط التحكم في أجهزة الراديو الرقمية والساعات الذكية، ويمكن أيضا أن تنتج الرقائق في أحجام كبيرة وتدمج في الأجهزة والأشياء الأخرى للمساعدة في التحكم فيها بحركات الأصابع. هناك مشاريع مشابهة لدمج حياتنا المادية بالعالم الرقمي، حيث شهد عالم التكنولوجيا في الفترة القليلة الماضية مشاريع مشابهة من الشركة العملاقة مايكروسوفت، لدمج حياتنا المادية بالعالم الرقمي، منها على سبيل المثال: 1- جهاز “IllumiRoom”، لتحويل الغرفة إلى تجربة ترفيه سحرية. 2- لوحة المفاتيح التجريبية Type-Hover-Swipe، التي يمكن التحكم فيها سواء بالضغط على الأزرار أو بمجرد تحريك اليدين. 3- برنامج HoloLens لتغيير جميع أنواع الأنشطة اليومية من خلال قوة “الواقع الافتراضي”. ومن ناحية عملاق التكنولوجيا الآخر “أبل”، فقد وردت أخبار أن شركة أبل لديها فريق يعمل على استكشاف حقل تقنيات الواقع الافتراضي حاليا، ويُحضر لتقديم أجهزة ستكون محل إعجاب الملايين من المستخدمين حول العالم في المستقبل القريب. وتسعى أبل لتطوير منطقة أخرى مثيرة للاهتمام في أجهزة الواقع الافتراضي، وهي تكنولوجيا الإضاءات الخفيفة التي تسمح للعالم الرقمي والعالم الحقيقي بالاندماج معا من خلال مجموعة من أجهزة الاستشعار والبصريات والشاشات والمكونات المعقدة الأخرى، ولدى الشركة حقوق على الكثير من براءات الاختراع التي تظهر هذه التقنيات وتخلق مشاهد واقعية ثلاثية الأبعاد بصورة مذهلة. وفي نفس المجال يدخل مشروع ليب موشن، الذي هو عبارة عن جهاز صغير ذي إمكانيات ضخمة يسمى Leap Motion Controller، ويستطيع من خلاله المستخدم الوصول إلى عوالم جديدة بالسيطرة على جهاز الكمبيوتر الخاص به بطريقة جديدة كليا، حيث يراقب كلا اليدين والأصابع العشرة بسرعة لا تصدق، كما يمكن من التحكم في كل امكانيات الحاسوب، وحتى ممارسة جميع الألعاب الإلكترونية عليه، دون لمس أي شيء.