عقد المجلس الوطني لحركة المهندسين يوم أمس السبت ، دورته العادية بمقر الأمانة العامة لحزب الحركة الشعبية بالعاصمة الرباط ، وقد جرى افتتاح المجلس بعد ندوة علمية تفاعلا مع الخطاب الملكي السامي الأخير، بمناسبة الذكرى الأربعون للمسيرة الخضراء المظفرة، واستجابة من المهندسين الحركيين كفاعلين سياسيين و مدنيين للتوجيهات السامية ، كانت من تأطير السادة أعضاء المكتب السياسي، المهندس محمد مبدع وزير الوظيفة العمومية و تحديث الإدارة، لحسن السكوري وزير الشباب و الرياضة ، و السيد عدي السباعي نائب رئيس جهة درعة تافيلالت. حيث أكد السيد لحسن السكوري على ضرورة تثمين مساهمة المهندس المغربي والهندسة الوطنية سواء من بوابة الأحزاب أو القطاعات المهنية في المشاريع الكبرى و أوراش الإصلاح ببلادنا، وكذا الوقوف على الإشكاليات المطروحة، ودراسة الاقتراحات، و الخروج بالتوصيات الكفيلة بتحسين وتعزيز انخراط المهندس المغربي في التنمية الوطنية على مختلف الأصعدة. و حرص وزير الشباب و الرياضة على حتمية تبني اللامركزية العادلة في توزيع الطاقات الهندسية على مختلف جهات المملكة و خاصة الأقاليم الجنوبية التي تتوفر على أقل من 10% من الطاقات الهندسية، و رسم خارطة طريق للرقي بهذه الأقاليم نحو الأفضل، وفق منظور يروم بلورة تصور داخل بوثقة مشروع الجهوية المتقدمة الذي أعطى انطلاقته صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله لبناء مغرب الجهات انسجاما مع روح دستور 2011، وتجاوبا كذلك مع مراميه المتمثلة في إرساء مقاربة تشاركية في مجال وضع السياسات العمومية وتحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية وبنيوية مستدامة، ترتكز على الحفاظ على الموارد، وعلى النموذج الثقافي الخاص بكل جهة. و من جانبه، أكد محمد مبدع، أن أهم ميزة وجب توفرها في حركة المهندسين هي الربط الذكي ما أمكن بين ما هو تقني ومهني وبين ما هو سياسي، من خلال إضفاء نوع من الخبرة والدقة على أفكار ومقترحات الفاعلين المهنيين و السياسيين عموما، و كذا إحداث نوع من المصالحة بين الهندسة و السياسة. و ذكر بلغة الأرقام أن المغرب يتوفر على مهندس واحد لكل 800 مواطن في الوقت الذي تتوفر فيه تونس على مهندس لكل 500 مواطن و الأردن التي تحتل صدارة الدول العربية بمهندس لكل 250 مواطن، الشيء الذي يؤكد أن المغرب مازالت أمامه أشواط طويلة وجب العمل بجدية لتداركها. و من جهة أخرى ركز السيد عدي السباعي على استكمال الهياكل التنظيمية لحركة المهندسين عبر خلق فروع جهوية و إقليمية في جل ربوع المملكة كفيلة بتعزيز التبادل والإنتاج وصياغة المشاريع والمبادرات في إطار مقاربة تشاركية محلية تتماشى و رهانات المرحلة التي تشهدها الساحة السياسية الوطنية، تستوجب إعادة تحسين و توجيه البرامج الهادفة إلى تأهيل وإدماج مختلف الكفاءات الحركية، ليس من فئة المهندسين فحسب، بل جميع التنظيمات الموازية لحزب الحركة الشعبية (نساء، صيادلة، كفاءات، شباب،...) بغية إرساء رؤية استشرافية تضمن قيم المساواة وتكافؤ الفرص خدمة للوطن. و قد تخللت أشغال هذه الندوة حفلا تكريميا للمهندس محمد مبدع على كل ما قدمه لحزب الحركة الشعبية من عطاءات نضالية و كذا حصول منطقته على نتائج مشرفة في الانتخابات الجماعية و الجهوية ليوم 4 شتنبر. أما بالنسبة لأشغال المجلس الوطني فقد تميزت بعرض الحصيلة السنوية لعمل المكتب التنفيذي و كذا المصادقة على بعض الملائمات للقانون الأساسي ، و في الأخير أجمع الحضور على ضرورة تنصيب رئيس شرفي لهذه الهيئة الهندسية ، حيت وقع الاختيار على المهندس الحركي ادريس.