أكد رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، السيد نزار بركة، اليوم الثلاثاء بالرباط، أن الجهوية المتقدمة تشكل ورشا استراتيجيا كبيرا تتقاطع فيه الرهانات المتعلقة بالديمقراطية والتنمية بالمغرب. وأبرز السيد بركة، خلال افتتاح ندوة نظمت بشكل مشترك من قبل المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي والمجلس الاقتصادي والاجتماعي الإسباني، حول موضوع "الجهوية بالمغرب وإسبانيا : رؤى متقاطعة"، أن الجهوية المتقدمة، باعتبارها نموذجا للحكامة الترابية، تروم تعزيز مشاركة الساكنة المحلية في مسلسل اتخاذ القرار وتمكين الجهة من تحديد أولوياتها التنموية تماشيا مع دستور 2011. وأضاف أن هذه السياسة الترابية الجديدة ستمنح لمجالس الجهات الامتيازات والصلاحيات من أجل تفعيل مشاريع التنمية التي تستجيب لانشغالات وحاجيات الساكنة في ما يخص إحداث مناصب الشغل وتحسين ظروف عيش الفئات المعوزة. وفي هذا السياق، ذكر رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي بإطلاق جلالة الملك محمد السادس بالعيون النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية ضمن مسلسل تطبيق الجهوية المتقدمة، وذلك بمناسبة تخليد الذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء. كما أبرز السيد بركة أن المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي أعد أرضية مقترحات لهذا النموذج الجديد للتنمية المتعلق بالأقاليم الجنوبية للمملكة، تماشيا مع الدستور الجديد. وأشار في ذات السياق، إلى أن مؤسسته تتوفر على لجنة دائمة مكلفة بالجهوية المتقدمة والتنمية القروية والترابية. من جانب آخر، أبرز السيد بركة أن هذه الندوة تندرج في إطار خارطة طريق تم إعدادها بشكل مشترك من قبل المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي والمجلس الاقتصادي والاجتماعي الاسباني والتي تنص على تبادل التجارب ووجهات النظر بين الجمعيات المدنية المنظمة بكلا البلدين. ومن جهته، أبرز سفير إسبانيا بالمغرب، السيد ريكاردو دييز-اوشليتنر رودريغيز أن الجهوية المتقدمة أضحت نموذجا للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، بالنظر إلى الأهمية التي توليها لمشاركة المواطنين في التدبير الديمقراطي لشؤون الجهات. وأشار الدبلوماسي الإسباني إلى أن بلاده مستعدة لوضع تجربتها وخبرتها في مجال الجهوية لفائدة المغرب، البلد الذي تربطه بإسبانيا علاقات تعاون ممتازة في مختلف المجالات. وفي مداخلة له خلال هذا اللقاء، أكد إدواردو نفارو، مستشار المجلس الاقتصادي والاجتماعي وممثل مجموعة المجتمع المدني المنظم، أن مشاركة الخبراء الإسبان في هذه الندوة تتيح لهم الاطلاع على الخصوصيات التي تميز النموذج المغربي في مجال الجهوية المتقدمة. وأبرز أن التجربة الإسبانية في مجال الجهوية عرفت عراقيل وصعوبات يمكن للمغرب أن يستفيد من دروسها بهدف تجسيد مشروعه للجهوية. ومن جهته، أوضح فيليز بيناندو، ممثل مجموعة المستثمرين الإسبان، الذي قدم عرضا حول الجهوية بإسبانيا، أن هذا النموذج يرتكز أساسا على عنصر الاستقلال الذاتي الذي ساهم في تنمية مختلف المجموعات في كافة القطاعات الحيوية. وأجمع المتدخلون المغاربة والإسبان، خلال هذا اللقاء، الذي أتاح للمشاركين تقاسم التجارب بين البلدين حول قضية الجهوية، على أهمية تجربة الجوار الإيبيري في هذا المجال والذي من شأنه أن يخدم المغرب في تفعيل هذه النموذج. وشارك في هذه الندوة خبراء وممثلون عن المجتمع المدني والمقاولات والنقابات من المغرب وإسبانيا، والذين تدارسوا محورين هامين يتمثلان في "دراسة التجربة المغربية والاسبانية في مجال الجهوية" و "آليات تمويل الجهة في إسبانيا والمغرب".