أشاد قادة حزبيون من مشارب مختلفة ومسؤولون، اليوم الخميس بالرباط، بالمشاريع والبرامج التنموية الكبيرة التي تشهدها الأقاليم الجنوبية للمملكة، تحت القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، مبرزين وجاهة المبادرات التي أطلقتها المملكة بشأن الجهوية الموسعة ومقترح الحكم الذاتي. وأدانوا، في ندوة نظمتها المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، تخليدا للذكرى ال40 للمسيرة الخضراء المظفرة، موقف السلطات الجزائرية بشأن الصحراء المغربية والوحدة الترابية للمملكة. وهكذا، ذكر الكاتب الأول الأسبق لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية والوزير الأسبق السيد محمد اليازغي، في كلمة خلال هذا اللقاء، أن الجزائر انتقلت، بعد فشل مخططها الحربي، إلى خيار العمل الدبلوماسي والسياسي بالمحافل الدولية لمعاكسة المغرب بشأن الصحراء ودعم الأطروحات الانفصالية. كما ذكر برفض السلطات الجزائرية إحصاء المحتجزين بمخيمات تندوف ولحمادة لدى الهيئات الأممية المعنية بسبب ما يترتب عن عملية الإحصاء من حقوق لفائدة المحتجزين، ومن إظهار التمثيلية الحقيقية للانفصاليين بالمخيمات وكشفهم أمام الرأي العام الدولي. وطالب السيد اليازغي بضرورة إقناع الجانب الجزائري بتوخي ضمان استقرار منطقة شمال إفريقيا، ودول الساحل والصحراء المهددة بالتفكك. من جهته، أكد رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية ووزير الخارجية السابق السيد سعد الدين العثماني، أن مناورات خصوم الوحدة الترابية للمملكة، سواء تعلق الأمر بالجزائر أو بغيرها، ستبوء بالفشل وستنتهي إلى طريق مسدود، مشددا على أن المغرب يستند في دفاعه عن القضية الوطنية إلى القانون الدولي وواقع موضوعي وتاريخي يدلل على مغربية الصحراء. من جهته، أدان الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية السيد محمد نبيل بنعبد الله، في كلمة ألقيت بالنيابة عنه، التوجهات المعادية للمصالح الوطنية العليا، مضيفا أن الصحراء المغربية، التي تشهد طفرة تنموية كبيرة، تواجه تحديات ومناورات كثيرة. وأبرز المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير السيد مصطفى الكثيري، من جانبه، الرفض المغربي لمؤامرات خصوم الوحدة الترابية من حكام الجزائر ودعمهم لأطروحات الانفصال بعد انفضاح الأطماع التوسعية ونواياهم الحقيقية أمام الرأي العام الدولي ضاربين عرض الحائط بأواصر اللغة والدعم والكفاح والمصير المشتركين. واعتبر أن هذه الوشائج العميقة تستلزم توطيد علاقات التعاون والتضامن، وتمتين وحدة الصف، ونبذ الحسابات السياسية المزاجية والمصالح الضيقة، والدفع في اتجاه التكامل والتنمية والاندماج الاقتصادي المغاربي، والعمل على بناء المنطقة المغاربية التي تتطلع شعوبها إلى التقدم. وأشاد الوزير الأول الأسبق السيد أحمد عصمان، في معرض تقديم شهادته عن المسيرة الخضراء، بالطابع السلمي والحضاري لهذه المسيرة، والذي أفضى إلى عودة الأقاليم الجنوبية إلى حظيرة الوطن الأم. وقد كرمت المندوبية السامية، في ختام هذا اللقاء، مجموعة من المقاومين وأعضاء جيش التحرير المتوفين والأحياء نظير ما بذلوه من تضحيات وما قاموا به من أعمال فدائية ونضالية.