دقت نكسة المنتخب الوطني لكرة القدم في أمم أفريقيا 2012، آخر مسمار في نعش جامعة "الفاسي الفهري"، الغير شرعية، و لم تترك لها أي فرصة للاستمرار في الضحك على ذقون المغاربة، بما يسمى بمخطط الاحتراف للنهوض بالكرة الوطنية. و أصبح لزاما على السيد الفاسي الفهري باعتباره المسؤول الأول عن جامعة كرة القدم التحلي بروح الشجاعة و الاعتراف بأنه ليس الرجل المناسب لتسيير شؤون الكرة المغرببة، بعد الخروج الكارثي و المتوقع في حقيقة الأمر من أمم أفريقيا نظرا للعشوائية التي تم ميزت استعدادات الفريق الوطني، فكيف يعقل أن يتم اختيار منتجع "ماربيا" للاستعداد لمنافسة في الأدغال الإفريقية، و الاكتفاء باجراء مباريات ودية أمام فرق أوروبية ضعيفة و عدم برمجة بروفات قوية للوقوف على مكامن الخلل في تشكيلة المنتخب، فضلا عن الاستعانة بمدرب اعترف بنفسه أنه يكتشف لأول مرة في مشواره منافسة من هذا الحجم. ان الفوضى التي تعيشها جامعة الفاسي الفهري و حالة التمرد و الغليان بين مكوناتها و الغياب المستمر للرئيس، مؤشرات واضحة تدل على أن الأمور لا تسير في الطريق الصحيح، و أنه أصبح على "مول الضو والماء" الابتعاد عن عالم الكرة الذي لا يربطه به الا الخير و الاحسان، وترك مكانه لذوي التخصص لاحداث ثورة حقيقية في الكرة المغربية. اننا في موقع "أخبارنا" لا نوجه سهام النقذ لأننا انهزمنا أمس و خرجنا من الكان مع أول المغادرين، فحتى و ان حقق الفريق الوطني لقب كأس أفريقيا، فهذا لا يعني بتاتا أن كرة القدم المغربية بخير.
لقد مللنا من سياسة المسؤولين عن الكرة في بلادنا التي تركز دائما على الفريق الوطني و النفخ في انتصاراته لأنها أسرع طريقة لتبرير النجاح، لقد سئمنا من الاتيان بلاعبين مكونين في الخارج و صرف أموال طائلة على المنتخب بدل التخطيط لنهضة كروية حقيقية تعتمد بالاساس على العمل القاعدي و الفئات الصغرى، على غرار ما قامت به اسبانيا في السنوات الأخيرة. ان انجازات الفريق الوطني عبر التاريخ كانت في الحقيقة مجرد طفرات و مجهودات فردية لأشخاص وطنيين يحبون هذا البلد، لكن للأسف في كل مرة كنا نجد عدد من المسؤولين و الانتهازيين يسرقون هذا الانجازات و ينسبونها لأنفسهم لتبرير فشلهم الذريع في النهوض بحال الكرة في بلادنا.
ان واقع كرة القدم الوطنية يستوجب اطلاق حوار وطني واسع بين كل مكونات الجسم الكروي ببلادنا لنضمن انطلاقة صحيحة لكرة القدم الوطنية، و ليس تعيين أشخاص بقرارات أحادية..من أجل هذا نقول لك ارحل من فضلك يافهري .