يشكل موضوع "السواحل المغربية ..التغيرات المناخية واستراتيجيات التدبير" محور ندوة دولية انطلقت اليوم الأربعاء بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بمراكش، بمشاركة أساتذة باحثين ومختصين ينتمون لجامعات مغربية ومن فرنسا والمملكة العربية السعودية وموريتانيا. وتتوخى هذه الندوة، المنظمة من قبل مختبر الجيومورفولوجية والبيئة بشراكة مع جامعة القاضي عياض وكلية الآداب والعلوم الإنسانية والمجلس الجماعي لمراكش، على مدى يومين، مناقشة أثار التغيرات المناخية على السواحل المغربية التي تعاني مجموعة من الاختلالات. وحسب المنظمين فإن تدبير السواحل المغربية ورغم صدور قانون الساحل 12-82 لا زال يعاني من غياب سياسة وطنية تعتمد على استراتيجية التدبير المندمج، وهو الأمر الذي سيشكل عائقا أمام جهود التنمية المستدامة، كما أن ظهور التغيرات المناخية كمستجد جديد، ستشكل عامل اضطراب وتحول سيؤثر لا محالة على منظومات السواحل المغربية. وأضافوا في ورقة تقديمية للقاء أن صدور التقرير الخامس للهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتغيرات المناخية في نونبر 2014 أظهر بوضوح أن الحقائق العلمية حول هذا الموضوع تقدمت كثيرا لدرجة أصبح لزاما منذ الآن إدراج التغيرات المناخية كمعطى أساسي وبنيوي في مجال تدبير وحكامة السواحل. وشددوا على أن المجالات الساحلية بالمغرب في حاجة ملحة اليوم لدراسات استشرافية وتوقعية على مختلف المستويات الترابية، تهم الرهانات والمخاطر بالساحل، وتمكن من فهم جيد للظاهرة وتأثيراتها المحتملة حتى يمكن الاستعداد بشكل أفضل والتكيف مع المستجدات الجديدة والتقليل من المخاطر المحدقة بهذه السواحل، مبرزين أهمية تضافر الجهود وتقاطع مجموعة من التخصصات العلمية لتحقيق مثل هذه الأهداف. وقد أصبحت هذه التغيرات المناخية ، حسب الورقة التقديمية، تطرح أكثر من سؤال يتعلق بمدى تأثير الارتفاع الحالي لمستوى مياه البحار والمحيطات وحموضتها على تحول نظم العباب والأمواج والرياح والتساقطات وبالتالي على المنظومات الساحلية بالمغرب، والتأثيرات المنتظرة على المجالات الحضرية وعلى البنيات التحية وأيضا على وفرة وجودة المياه بالمناطق الساحلية، وكيفية تهيئ السواحل المغربية أمام التغيرات المناخية الطارئة، وأهم التقنيات والمناهج الحديثة المستعملة في حماية وتدبير الأخطار الطبيعية بالسواحل، وكيفية تكيف السواحل المغربية وبنياتها التحتية مع هذه التغيرات المناخية وبأية تكلفة. ويقارب المشاركون موضوع هذا اللقاء من خلال محاور تتعلق ب" جيومرفلوجية السواحل : الدينامية الحالية ومظاهر الخلل والتدهور" ، و"حكامة وتدبير السواحل المغربية " و"التغيرات المناخية، أية تأثيرات محتملة على السواحل المغربية".
