قال فريق من الباحثين الأمريكيين إن الاستقراء العلمي لبلورة عتيقة من الحجر الكريم "الزركون"، كانت قد اكتشفت في غرب استراليا، يفيد بأن نشأة الحياة على كوكب الأرض تعود لما قبل 4,1 مليار عام، أي أسبق بواقع 300 مليون سنة تقريبا عما كان يعتقد في السابق. وأوضح الفريق، المنتمي لجامعتي ستانفورد وكاليفورنيا بلوس انجليس، في دراسة تم نشرها أمس الاثنين في دورية الأكاديمية القومية للعلوم، أن "اكتمال أغلفة بلورة الزركون وسلامتها وعدم وجود تشققات بها يؤكد أنها ليست وليدة عمليات جيولوجية حديثة، وهو ما قد يجعلها تمثل دليلا على أن أصل الحياة على الأرض يعود لما قبل 4.1 مليار عام". وسجل الفريق أنهم عثروا في الآونة الأخيرة على عشرة آلاف بلورة زركون يرجع عهدها إلى مليارات السنين في منطقة جاك هيلز باستراليا، منها بلورات خلصت دراسة مكوناتها إلى أن بها مترسبات كربونية عمرها 4.1 مليار عام بهامش خطأ يبلغ عشرة ملايين عام. وكان علماء قد استعانوا بالسجلات الحفرية لتقييم تاريخ الحياة على الأرض ووجدوا أنها نشأت منذ نحو 3,8 مليار عام في صورة كائنات وحيدة الخلية، فيما يعتقد أن أول ظهور للإنسان كان منذ نحو 200 ألف سنة فقط. وبالاستعانة بطريقتين مختلفتين لتحديد عمر المعادن والصخور توصل العلماء العام الماضي إلى أن بلورة صغيرة من حجر "الزركون"، المشهور باسم ألماس الفقراء، والذي عثر عليه في مراعي للأغنام بغرب استراليا، تمثل أقدم معدن على وجه البسيطة، إذ يقدر عمرها بنحو 4.4 مليار عام. يشار إلى أن الزركون من أشهر الأحجار الكريمة ويوجد في جميع صخور القشرة الأرضية، النارية منها والرسوبية والمتحولة.