صعّد سكان دوار قاسم ودوار الكزازرة التابعين لجماعة الكنتور بإقليم اليوسفية من احتجاجاتهم إزاء "التهميش" الذي يرزحون تحت وطأته منذ سنوات، مهددين في ذات الوقت بتطوير أشكالهم الاحتجاجية في أفق تحقيق مطالبهم الاجتماعية في عيش كريم وشغل شريف يقيهم حر الفاقة والاستجداء. وعبّر المحتجون عن امتعاضهم وسخطهم بخصوص سياسة صم الآذان التي أضحت عنوانا بارزا لدى المسؤولين المحليين، وفق تعبير أحدهم، الذي أكد على الاستمرار في احتلال الطريق المارة بمحاذاة الدوارين، احتجاجا على تهديد استقرارهم الاجتماعي، ما نتج عنه شل حركة الشاحنات ذات الحمولة الثقيلة التي تقوم بنقل مادة الفوسفاط نحو معامل المعالجة باليوسفية. وفي ذات السياق أفاد أحد أبناء القرية المتضررة بأن هذه ليست المرة الأولى التي يحتجون فيها بل سبقتها أشكال احتجاجية كثيرة بحيث -يضيف المتحدث- سبق لهم أن تقدموا بشكايات للسلطات المحلية والإقليمية ومسؤولي المجمع الشريف للفوسفاط ولدى وكيل الملك ووزارة الطاقة والمعادن والماء والبيئة، يشتكون من أضرار التفجيرات وحركة الشاحنات والآليات الثقيلة التي تتسبب في إحداث شقوق في المنازل والأراضي، ما أدى إلى إحداث خطر حقيقي يهدد حياتهم وحياة أبنائهم ومواشيهم، كما أوضح أنهم لن يتنازلوا عن حقوقهم حتى ولو عمد البعض إلى تكسير شوكتهم بالوعود الكاذبة في إشارة إلى تدخل بعض الأسماء الانتخابية لحلحلة الإشكال. وكان أفراد سرية الدرك الملكي قد اعتقلوا السنة الماضية أحد أبناء دوار "الكزازرة" بعد شكاية عاجلة أفادت بعرقلته للسير واعتراضه للطريق العام، محتجا على سائقي الشاحنات ومطالبا إياهم بتغيير المسلك الذي يمر بجانب بيته. يشار إلى أن جماعة الكنتور تعيش وضعا اجتماعيا وبنيويا مزريا بسبب تنكر المسؤولين لهذه المنطقة التي كانت إلى وقت قريب مصدرا للإنتاج الوطني في مادة الفوسفاط.