مع قرب الانتخابات، وكالعادة التي عهد ناها، يبدأ السماسرة بالتشمشيم والتنقيب عن البؤر الهشة المهمشة، والغريب وكالمعتاد، نطرح السؤال على بعض المواطنين الأذكياء في المكر البليد، لماذا تبيع صوتك ب 200 درهم الزرقا؟ يقول ‘' خويا اللهم فيا، والله لصوت على بوه ‘'. والعجيب ان المرشح الذي يظهر فجأة كظاهرة استثنائية غير طبيعية، مدجج ببلطجية من ولاد الدرب، ليطرح اطروحته الفكرية، عفوا اطروحته السلطوية، وأنه ذو جاه وسلطة، بتوزيع 200 درهم بسخاء وكرم شديد، يفوز بفوز ساحق على بعض المنافسين النزهاء ذوي الكفاءة، وهذه الظاهرة عادة ما تكون في الأحياء والمناطق الهشة فكريا وماديا.
هنا نستنتج انه مازال هناك تخلف في العقليات، وما زلنا نعاني من جيل الستينيات والسبعينيات، جيل سنوات الرصاص والجهل، أما جيل محمد السادس نصره الله، فهناك شباب واع بما يحاك له، والدليل أن هناك مقاطعة من اغلب الشباب، لأنه ما زال هناك لحم بشري، يشترى بأبخس الأثمان، وليس هناك نضج سياسي وتضحيات من أجل هذا الوطن.
وقد نوه صاحب الجلالة بذلك في احدى خطبه المثيرة حين قال: أنتم أيضا يجب ان تعبروا عن هذا الاعتزاز بالوطن وان تجسدوه كل يوم وفي كل لحظة، في عملكم وتعاملكم، وفي خطاباتكم، وفي بيوتكم، وفي القيام بمسؤولياتكم.
أما شراء الدمم والمصالح الضيقة، فقد اشار اليها صاحب الجلالة في خطابه قائلا: أما ممارسة الشأن السياسي، فينبغي أن تقوم بالخصوص على القرب من المواطن، والتواصل الدائم معه والالتزام بالقوانين والاخلاقيات عكس ما يقوم به بعض المنتخبين من تصرفات وسلوكات تسيئ لأنفسهم ولأحزابهم ولوطنهم وللعمل السياسي بمعناه النبيل.
لحد الان، لا اعرف احساس اللصوص من المنتخبين وصاحب الجلالة يخاطبهم، هل هذا تحدي، ام لا مبالات، ام هم مساخيط الملك، ام هم ليسوا من هذا الوطن.
أعزاءي القراء، المشكل ان البقرة ثمنها يفوق 10000 درهم، وبعض اخواننا، يبيعون أنفسهم بأبخس الاثمنة، لذلك يجب علينا توعيتهم والتصدي لكل مفسد، مع كل هذه الاكراهات، يجب على الشباب انتخاب شخص نزيه لا يبيع ويشتري الدمم من اخواننا الضعفاء .