الفاسي يلعب ورقة الدواوين لامتصاص الغضب وأفيلال قال إن أحزاب العائلة أفلس من أحزاب الإدارة دعا حميد شباط، الكاتب العام للاتحاد العام للشغالين بالمغرب، وعضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، إلى تدارك ضعف التمثيلية النسائية في حكومته، المجسدة في وزيرة واحدة، وإشراك نساء مشهود لهن بالكفاءة في تشكيلته الحكومية في أقرب وقت ممكن، وبشكل مستعجل. وفسر قياديون في نقابة الاتحاد العام للشغالين، الدراع النقابي لحزب الاستقلال، أن حميد شباط يستعجل إجراء تعديل حكومي، وإشراك نساء فاعلات، لتكسير صورة الحكومة الذكورية التي تولدت لدى الرأي العام، خصوصا لدى الأوساط النسائية التي شعرت بالغبن والتهميش في أول حكومة تنصب في ظل الدستور الجديد الذي يتحدث عن المناصفة. ويأمل شباط أن يستدرك بنكيران الموقف في أقرب الآجال، ويقترح تعيين نساء جديدات، حتى يمكن من إعادة الاعتبار إلى المرأة، سيما أن مقضيات الدستور الجديد تمنحه هذا الحق. وقال شباط، على هامش اختتام أشغال المؤتمر الثالث لمنظمة المرأة الشغيلة، إن «كل الآمال معلقة على رئيس الحكومة، ومن خلال الصلاحيات التي يفسحها أمامه الدستور الجديد، بتدارك ضعف التمثيلية النسائية داخل الحكومة الجديدة، ويتم إشراك نساء مشهود لهن بالكفاءة والنضال في تدبير الشأن الحكومي»، مؤكدا أن «الاتحاد العام للشغالين، ومنذ تأسيسه، ظلت المرأة تعمل داخله إلى جانب الرجل، مع الحرص على الدفع بها إلى مراكز القرار النقابي والسياسي». ويعد شباط من أبرز القياديين في حزب الاستقلال، الذين يخوضون حربا «سرية» ضد عباس الفاسي، بهدف إبعاده من حزب الاستقلال، على خلفية «الانتكاسة» التي تسبب فيها للحزب، المحتل للمركز الثاني في الانتخابات التشريعية السابقة. وليس شباط وحده الذي أعلن «العصيان التنظيمي» ضد الفاسي، بل هناك عبد الله البقالي، الذي قرر التوقف عن كتابة عموده اليومي في صحيفة «العلم» الناطقة باسم حزب «الميزان»، بل إن العديد من أعضاء اللجنة التنفيذية أعلنوا تذمرهم من طريقة اشتغال عباس الفاسي، نظير رشيد أفيلال، الذي قال في اجتماع رسمي لقيادة الحزب إن «أحزاب العائلة، أفلس من أحزاب الإدارة»، في إشارة منه إلى أن الحزب تحول إلى حزب عائلي، تحكمه الروابط والقواسم العائلية المشتركة التي مكنت نزار بركة من الحصول على حقيبة وزارة المالية والاقتصاد، وهو الذي بحث له صهره الفاسي، سنة 2006، عن منصب مدير التوقعات الاقتصادية، بيد أن فتح الله ولعلو، الذي كان يقود الوزارة، رفض ذلك رفضا مطلقا. عباس الفاسي أعطى تعليماته إلى وزراء حزبه، بإشراك استقلاليين في الدواوين، بهدف ترضية الأجنحة الغاضبة، وامتصاص غضبها، مع تأكيده تمثيل وإشراك الأقاليم، بدل إعادة الوجوه الاستقلالية نفسها التي اعتادت التسابق نحو دواوين الوزراء الاستقلاليين. وكان عادل بنحمزة، عضو اللجنة التنفيذية للحزب، قاطع البرنامج التلفزيوني «ملف للنقاش» الذي تبثه قناة «ميدي آن تي في» مساء كل إثنين، وكان موضوع الحلقة يدور حول مسار تشكيل حكومة بنكيران، والمنعرجات التي قطعتها، بعلة أنه لا يملك معلومات مدققة، لأن الأمين العام لم يكن يخبرهم بالتفاصيل، وأن الوحيد الذي كان يتشاور معه الفاسي هو صهره نزار بركة، وفق إفادات مصادر استقلالية مطلعة.