الموت: هو انقطاع الإنسان من الدّنيا، وإقباله على الآخرة، وهو المصير لجميع المخلوقات (انفصال الروح عن الجسد). قال تعالى: (كلّ نفسٍ ذائقةٌ الموت ) ماذا يحدث بعد الموت ؟ يدفن الإنسان بعد الموت؛ لأنّها سنّة سنّها الله سبحانه وتعالى على البشر من يوم أن قتل ابن آدم أخيه. قال تعالى: (فَبَعَثَ اللهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَي أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ). (31) سورة المائدة.
أين تذهب الروح وأين يذهب الجسد؟
تصعد الرّوح إلى السماء، فإن كانت روح المؤمن فُتحَت لها أبواب السّماء لأنّ ريحها طيب. والدّليل على ذلك قوله تعالى: (يا أيّتها النفس المطمئنّة ارجعي إلى ربّك راضيةً مرضيّة فادخلي في عبادي وادخلي جنّتي). (الفجر)، وإذا كانت روح الكافر فلا تفتح لها أبواب السماء لأنّ ريحها خبيثة. قال تعالى: (لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنّة). (الاعراف)
ماذا يحدث للجسد في التّراب؟ يبلى الجسد بالقبر على مراحل، ويأكله الدّود، وهذا الدّود ليس من الأرض؛ بل هو من جسم الإنسان، يبدأ نشاطه بمجرّد خروج الرّوح، لذلك يجب الإسراع في الدّفن؛ حيث يبدأ تعفّن البطن والفرج ثم الأعضاء الداخليّة (الطحال والكبد والأمعاء ) ثمّ يبدأ الجسم بالتحوّل إلى اللون الأخضر، وبعدها ينتفخ الوجه والجسم، وبعد أسبوعين يبدأ الدّود بتغطية الجسم كلّه، وبعد أن يأكل الدّود الجسم كلّه لا يبقى سوى الهيكل العظمي الّذي يذوب مع مرور الزّمن أي بعد حوالي خمس وعشرين سنة. ولا يبقى إلّا عظمة (العصعص) أو ما سمّاه الرّسول عليه السلام (عجب الذنب ) الّذي لا يتآكل؛ لأنّ الإنسان سوف ينبت منه في الآخرة .
قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ( كلّ ابن آدم يأكله التّراب إلّا عجب الذنب منه خلق وفيه يركب).
أعراض الموت وعلامات قربه قال الرّسول صلّى الله عليه وسلم: (أعذر الله إلى امرئ أخّر أجله حتّى بلغه ستّين سنة). أي أنّ الله لم يترك لصاحبه عذراً.