شهدت مدينة غرناطة الاثنين وكباقي 2 يناير من كل سنة الاحتفالات الرسمية بسقوط هذه المدينة ونهاية الحكم الإسلامي في الأندلس، وتنادي أصوات كثيرة بوضع حد لهذه الاحتفالات ذات الطابع العنصري واللاتسامحي. وبدأت الاحتفالات صباح اليوم باستعراض عسكري وديني انطلق من بلدية المدينة نحو الكاتدرائية ذهابا وإيابا وبمشاركة رجال الدين وعسكريين بعضهم بأزياء تعود الى القرون الوسطى وآخرون بلباس عسكري حديث. ويهدف من هذه الاحتفالات نقل ما يعتبره البعض تراث الانتصار على المسلمين وأهمية سقوط غرناطة يوم 2 يناير من سنة 1492 على يد كل من إيزابيلا الكاثوليكية والملك فيرناندو، إذ شكلت نهاية الحكم الإسلامي في الأندلس، وكانت مملكة غرناطة آخر مملكة إسلامية بعد سقوط كل ملوك الطوائف، وفي الوقت ذاته بداية تشكل الدولة الإسبانية الحديثة. ويتجلى خطر احتفالات "2 يناير" في أنها استعادت طابعها المتطرف الذي كانت عليه في القرن السادس عشر عندما كانت تعتبر بمثابة انتصارا على المسلمين وطردهم من القارة الأوروبية، ولهذا فقد أضحت مجددا مكانا لتجمع حركات يمينية متطرفة من مجموع أوروبا. وقد اعتدى متطرفون على صحفي من راديو كادينا سير بسبب تغطيته التي لم تعجب هؤلاء المتطرفين. وتطالب عدد من الجمعيات الثقافية بتحويل هذا اليوم الى "يوم للحوار الديني والثقافي"، مبرزة أن الأوضاع قد تطورت بفضل العولمة وبفضل قدوم جالية مسلمة للعيش في اسبانيا، ويتجمع هؤلاء في "التجمع ضد سقوط غرناطة" ويضم مثقفين بارزين وجهوا رسالة منذ يومين الى رئيس بلدية المدينة يطالبونه فيها بوقف هذه الاحتفالات المهينة للموريسكيين. وتندد الجمعيات الإسلامية وخاصة المغربية منها بهذه الاحتفالات بحكم أن جزء من الشعب المغربي تعوذ جذوره الى الموريسكيين الذين طردوا ما بين القرن الخامس عشر والسابع عشر.