اليوم (الجمعة) هو آخر يوم من عمر ميزانية الدارالبيضاء لسنة 2011 ، وابتداء من الإثنين القادم ستصبح المدينة بدون ميزانية، منح المقاطعات الستة عشر و أجور الموظفين ومصاريف المرافق التابعة للجماعة الحضرية كلها معلقة، فمجلس المدينة لم يتمكن من عقد دورة أكتوبر بعد، ولم يتم إعداد ميزانية سنة 2012 حتى الأن ، والميثاق الجماعي يمنع على أعضاء المجلس إعداد ميزانية في يناير، فهل ستتوقف دواليب العاصمة الإقتصادية، وما السبيل لحل أزمة مجلس المدينة ؟ مصادر بمجلس المدينة أكدت أن « سلطات الوصاية أصبحت ملزمة منذ الإثنين المقبل، بتخصيص ميزانية للمدينة، بحيث يتحول والي الجهة إلى آمر بالصرف عوضا عن العمدة، حفاظا على السير العادي لمرافق المدينة، و مادام القانون يمنع على المجلس إعداد ميزانية بعد 15 نونبر من كل سنة، فالوالي سيعمد لتكرار تطبيق فصول ميزانية السنة السابقة مع بعض التعديلات الطفيفة عليها» ، من جهة أخرى العديد من الجماعات أصبحت بدون ميزانية ، و بدأت تطفو على السطح مشاكل البنزين والأوراق والوثائق، وسيارات المصالح الإدارية التابعة للجماعات، خاصة الإسعاف ونقل الأموات ، كما أن بعض المرافق على وشك الشلل أيضا، خصوصا مصالح الحالة المدنية نتيجة نفاذ المطبوعات 0 وفي محاولة لتدارك السيناريو السابق ، عجل مكتب المجلس بالإتفاق على عقد دورة للمصادقة على الميزانية، بتاريخ 9 يناير المقبل ، بذريعة أن القانون يسمح للمجلس بطلب رخصة تمديد من سلطة الوصاية وموافقة الأخيرة كتابة، لكن يبقى التساؤل حول قانونية هذا الإجراء و مطابقته لمقتضيات الميثاق الجماعي ، ثم إنه حتى مع توفر موافقة سلطة الوصاية، فهل سينجح ساجد في توفير النصاب القانوني للدورة، وتصويت أغلبية المجلس على هذه الميزانية ؟ وكان عمدة مدينة الدارالبيضاء، توصل مؤخرا برسالة من والي الجهة، بطلب منه عقد دورة استثنائية، من بين بنودها صرف المنح للمقاطعات، حتى تستطيع هذه الأخيرة تدبير شؤونها، خاصة الأمور المتعلقة بالمحروقات ووقود للسيارات والمعدات والأليات التابعة للجماعات، لكن المجلس عجز حتى الأن في كل المحاولات الأخيرة عن عقد الدورة، بسبب غياب النصاب القانوني، ما يؤشر على أن أزمة المدينة في طريقها إلى التفاقم 0 وخلال السنة الجارية وصل مبلغ المنحة السنوية التي تقرر أن يقدمها مجلس مدينة الدارالبيضاء للمقاطعات الستة عشر 9 ملايير سنتيم، وهي منحة حققت زيادة تقدر ب10 في المائة مقارنة مع منح السنوات الماضية، لكن مقاطعات تستفيد على حساب أخرى، وفق معايير غير واضحة وتبقى أهم المقاطعات المحظوظة ( سيدي بليوط، المعاريف، البرنوصي ) و التي استفادت من منحة تتجاوز 600 مليون سنتيم، فيما أقلها استفادة (ابن مسيك ،اسباتة)، التي لم تتجاوز قيمة منحها 400 مليون سنتيم، فيما باقي المقاطعات الأخرى، لا تتجاوز المنح السنوية المخصصة لها 500 مليون سنتيم في المعدل ، و نصف المنح يصرف على ( البنزين، الهاتف…)، بدليل أن بند المحروقات في جل المقاطعات يزيد عن 120 مليون سنتيم