بسم الله الرحمن الرحيم مواعظ وحكم مؤثرة (2) الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وخاتم النبيئين ورحمة الله للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. هذه أبيات وأقوال تمتلئ عبرا ، وتفيض حكما، يتأثر المرء عند قراءتها ، ويستفيد من مواعظها ، جمعتها من بعض المصادر ، وأرجو أن أكون قد وفقت في اختيارها . 3 في الفرج بعد الشدة قال المنتصر بن بلال الأنصاري: عسى فرَجٌ يأتي به الله إنه ۞۞۞ له كلَّ يوم في خليقته أمرُ عسى ما ترى ألاّ يدومَ وأن ترى ۞۞۞ له فرَجا مما ألحَّ به الدهر إذا اشتد عسر فَارْجُ يسرا فإنه ۞۞۞ قضى الله أنَّ العسر يتبعه اليسر [روضة العقلاء ونزهة الفضلاء/البستي /ص:89] وقال الشافعي في ديوانه (ص:39): وَلَرُبَّ نازلةٍ يضيق بها الفتى ۞۞۞ ذَرْعاً وعند الله منها المَخرَجُ ضاقت فلما استحكمت حلقاتُها ۞۞۞ فُرِجت وكنت أظنها لا تُفرَجُ وقال الشاعر: يا صاحب الهم إن الهم منفرج ۞۞۞ أبشر بخير فإن الفارِج الله اليأس يَقْطَع أحيانا بصاحِبِه ۞۞۞ لا تيأسَنّ فإن الكافي الله الله يحدث بعد العُسْر مَيسرة ۞۞۞ لا تجزعنّ فإن الصَّانِع الله وإذا بُلِيتَ فَثِقْ بالله وارضَ به ۞۞۞ إن الذي يَكْشِف البلوى هو الله والله ما لَك غير اللهِ مِن أحَدٍ ۞۞۞ فَحَسْبُك الله .. في كلٍّ لكَ الله [الفرج بعد الشدة/التنوخي/ج1/ص:276 ] وقال جعفر بن محمد: فلا تجزع وإن أعسرت يوما ۞۞۞ فقد أيسرت في الزّمن الطويل ولا تيأس فإن اليأس كفر ۞۞۞ لعل الله يغني عن قليل ولا تظنن بربك غير خير ۞۞۞ فإن الله أولى بالجميل [المصدر السابق/ج1/ص:296 ] وقال عمرو بن أحيحة الأوسي: « عند تناهي الشدة، تكون الفَرْجَة، وعند تضايق البلاء، يكون الرخاء، ولا أبالي أي الأمرين نزل بي عسر أم يسر، لأن كل واحد منهما يزول بصاحبه» [ المصدر السابق /ج:1/ص:179] وقال بعض الصالحين: « استعمل في كل بلية تَطْرُقُك حسن الظن بالله عز وجل في كشفها، فإن ذلك أقرب بك إلى الفرَج» [نفس المصدر ص:154] عن أسلم أن أبا عبيدة حُصِرَ فكتب إليه عمر يقول:« مهما ينزل بامرئ شدة يجعل الله له بعدها فرجا، وأنه لن يغلب عسر يسرين، وأنه يقول الله سبحانه وتعالى:﴿ 0صْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَ0تَّقُواْ 0للَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [آل عمران:200] [الفرج بعد الشدة/ابن أبي الدنيا /ص:29] 4 في المراقبة يقول الدكتور محمد راتب النابلسي : «أن تشعرَ أنَّ الله يُراقُبك وأنهُ معك وأنكَ مستقيم على أمره، هذا الشعور يبعثُ في نفسكَ فرحةً عظيمة ولذّةً لا توجد في أيِّ شيءٍ في الدنيا» قال ابن الجوزي: « المراقبة دوام علم العبد، وتيقنه باطلاع الحق سبحانه وتعالى على ظاهره وباطنه » [مدارج السالكين/ابن الجوزي/ج:2/ص:67] وقيل: « من راقب الله في خطرات قلبه، عصمه الله في حركات جوارحه » [المصدر السابق/ص:68 ] وقال أبو حفص لأبي عثمان: «إذا جلست للناس فكن واعظاً لنفسك وقلبك، ولا يغرنك اجتماعهم عليك، فإنهم يراقبون ظاهرك، والله يراقب باطنك» [نفس المصدر/ص:68] وقال ابن الجوزي: «فمن راقب الله في سره حفظه الله في حركاته في سره وعلانيته ". [نفس المصدر/ص:69] وقال الحارث المحاسبي: «المراقبة علم النفس بقرب الرب»[جامع العلم والحكم/ابن رجب/ج1/ص:409] وقال ابن عطاء: «أفضل الطاعات مراقبة الحق على دوام الأوقات» [إحياء علوم الدين/الغزالي/ج:4/ص:397/المكتبة الشاملة] وقال ابن المبارك لرجل : «راقب الله تعالى؛ فسأله عن تفسيرها، فقال: كن أبداً كأنك ترى الله عز وجل» [المصدر السابق/ج:4/ص:397]]
وقال القحطاني في نونيته(ص:25): وإذا خلوتَ بريبة في ظلمة ۞۞۞ والنفسُ داعيةٌ إلى الطغيان فاستحي من نظر الإله وقل لها ۞۞۞ إن الذي خلق الظلام يراني وقال أبو العتاهية في ديوانه(ص:34): إذا خلوتَ الدهر يوما فلا تقل ۞۞۞ خلوتُ، ولكن قل عليّ رقيبُ ولا تحسبن الله يغفل ما مضى ۞۞۞ ولا أنّ ما يَخفى عليه يغيبُ وقال ابن السّماك : يا مدمن الذنب أما تستحي ۞۞۞ واللهُ في الخلوة ثانيكا غرّك من ربك إِمْهالُهُ ۞۞۞ وسَتْرُهُ طولَ مساويكا [جامع العلوم والحكم/ابن رجب/ج:1/ص:410] اللهم اجعلنا نخشاك كأننا نراك.
والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.