توجه مسير ورواد صفحة "فضائح قطاع الصحة" الفايسبوكية، وأغلبهم طلبة طب وأطباء ومهنيون في قطاع الصحة، بتوجيهات أو بالأصح بتحذيرات للحاصلين على شهادة الباكالوريا برسم هذا الموسم، وخصوصا للمتفوقين والمتفوقات منهم، مفادها "الإبتعاد عن كليات الطب ما أمكن". المُحَذرون والذي يبدو كونهم غاضبون وغاضبات من الوردي ووزارته، ومما أقدمت وتعتزم الإقدام عليه مستقبلا، أرجعوا موقفهم لكون "الطب في بلادنا أصبح مهزلة"، حيث فُرِضت "الكوطا على الأطباء الموظفين الراغبين في التخصص" ما يُؤدي "لعُزوف الأطباء الجدد عن اجتياز مباريات التوظيف". أصحاب الصفحة وهم طلبة طب في سنواته النهائية تحدثوا أيضا عن "فرض الخدمة الإجبارية لتشغيل الأطباء "في النوار" لمدة سنتين دون ترسيم ثم الرمي بهم في البطالة" في إشارة للمشروع الجديد للوزير الحسين الوردي، وتحدثوا أيضا عن "تفشي البطالة بين الاطباء" ما يفرض "عليهم العمل بعقود لمدة سنة بشروط مجحفة و أجر أقصاه 7143 درهم شهريا، و قد ينخفض الأجر إلى 3000 أو 4000 درهم حسب حاجيات المؤسسات الصحية". وفي رسالة مباشرة لإيمان باجدير، صاحبة معدل 19.13، والتي عبرت عن رغبتها في الإلتحاق بكلية الطب، كتب ادمين الصفحة: "سوف تندمين حين لا ينفع الندم، 8 سنوات من الدراسة على الأقل للحصول على دكتوراه لا تعترف بها الدولة و تعادل شهادة الماستر، الخدمة مع الدولة غير مضمونة، مناصب جد محدودة من أجل متابعة الدراسة و الولوج إلى سلك التخصص، تعيينات في مناطق نائية مع تعويضات هزيلة، حراسات ليلية و احتكاك مباشر مع المجرمين و المقرقبين و عائلات المرضى الغاضبين من جودة الخدمات في المستشفيات العمومية مع انعدام تام للأمن... حملة إعلامية شرسة من طرف الوزارة الوصية و وسائل الإعلام... مدة التكوين تتضمن 5 سنوات من التدريبات و العمل في المستشفيات مع تعويض هزيل... دون الحديث عن صعوبة الدراسة حيث تجتازين أكثر من 50 امتحانا في السنوات الخمس الأولى فقط... الجهد الفكري و النفسي و الجسدي الذي ستبذلينه في كلية الطب إذا تم بذله في أي ميدان أو شعبة أخرى فكوني متأكدة أنك سوف تصلين لأعلى المراتب و تحصلين على أحسن الإمتيازات المادية و المعنوية و التقدير و الإحترام، بينما في الطب سوف يتم إرسالك إلى مستوصف مهترئ لا يحتوي سوى على مكتب وسط أربعة جدران حيث ستضيعين ما تبقى من سنوات شبابك إلى جانب ما اكتسبت من خبرة و معرفة خلال تكوينك...." تحذيرات يؤكد المعنيون أنها تهم المتفوقين والمتفوقات الذين لديهم إمكانيات الإلتحاق بمؤسسات ومعاهد عليا أخرى، وليس المجبرين بولوج كليات الطب المغربية ولا خيار لهم غيرها.