اشتبك محتجون مع الشرطة في البحرين يوم الاثنين بينما شددت الحكومة اجراءات الامن في البلاد بعد "يوم غضب" نظمته المعارضة بعد ثورتي تونس ومصر. وحلقت طائرات هليكوبتر في سماء العاصمة المنامة حيث من المتوقع ان يحتشد المتظاهرون في وقت لاحق يوم الاثنين وكثفت سيارات الشرطة وجودها في الاحياء الشيعية. وأصيب 14 شخصا على الاقل في اشتباكات في ثلاث قرى خلال ليل الاحد ويوم الاثنين. وفرقت الشرطة احتجاجا باستخدام الطلقات المطاطية والغاز المسيل للدموع. وقدمت البحرين مبالغ نقدية قبل أن تبدأ الاحتجاجات لمنع تفاقم الغضب الشيعي مع امتداد المظاهرات الغاضبة للعالم العربي. وفي قرية ديراز فرقت السلطات بالغاز المسيل للدموع مظاهرة شارك فيها مئة محتج شيعي واجهوا الشرطة ورددوا هتافات تطالب بمزيد من الحقوق السياسية. وقال علي جاسم وهو صهر الشيخ عيسى قاسم رجل الدين الشيعي القوي ان المحتجين لا يريدون الاطاحة بالاسرة الحاكمة ولكن يريدون أن يكون لهم رأي. ويقول دبلوماسيون ان المظاهرة البحرينية التي نظمت عبر موقعي فيسبوك وتويتر الاجتماعيين ستفكر مليا فيما اذا كان بالامكان حشد القاعدة الاكبر من الشيعة في الشوارع. والاختبار الاكبر هو ما اذا كان بالامكان تنظيم الاحتجاجات في المنامة التي تندر فيها الاحتجاجات. وقال نشطاء من البحرين في بيان على موقع تويتر "ندعو جميع مواطني البحرين.. الرجال والنساء والفتيات والفتيان .. للمشاركة بشكل سلمي ومتحضر لضمان الاستقرار ومستقبل واعد لنا ولاطفالنا. "نود ان نؤكد ان 14 فبراير البداية فقط. ربما يكون الطريق طويلا وربما تستمر التظاهرات لايام واسابيع ولكن اذا الشعب يوما اراد الحياة فلابد ان يستجيب القدر." ويقول محللون ان الاضطرابات واسعة النطاق في البحرين من شأنها أن تثير حماسة الشيعة المهمشين في السعودية القريبة. ولم يرد على الفور تعليق من السلطات البحرينية. والبحرين دولة صغيرة منتجة للنفط يشكو سكانها من الشيعة من تمييز اسرة ال خليفة الحاكمة السنية ضدهم قبل وقت طويل من الانتفاضة الشعبية في كل من تونس ومصر والتي زادت نشطاء في ارجاء المنطقة جرأة. وما زال التوتر شديدا في قرى شيعية يوم الاثنين. وفي قرية النويدرات قال شهود ان الشرطة استخدمت الغاز المسيل للدموع والطلقات المطاطية لتفريق حشد يطالب بالافراج عن معتقلين من الشيعة واضافوا ان عشرة اشخاص اصيبوا باصابات طفيفة. وقال كامل (24 سنة) الذي اكتفى بذكر اسمه الاول "كان هناك 2000 يجلسون في الشارع يعبرون عن مطالبهم حين بدات الشرطة تطلق (الغاز والطلقات المطاطية)." واختلف المشهد في المنامة حيث اطلق مساندو الحكومة ابواق السيارات ولوحوا باعلام البحرين للاحتفال بالذكرى السنوية العاشرة لميثاق العمل الوطني الذي صدر عقب اضطرابات في التسعينات ولا يزال كثير من الشيعة يعتقدون انهم لا يتمتعون بنفوذ كاف في ادارة شؤون البلاد. وقال شهود ان مصادمات وقعت في ساعة متأخرة من مساء يوم الاحد بين الشرطة وسكان قرية كرزكان التي تشهد مناوشات متكررة بين قوات الامن والشبان الشيعة. واسفرت المصادمات عن اصابة محتج. وقالت الشرطة ان ثلاثة ضباط اصيبوا. وفي مؤشر على قلق المستثمرين بشأن اضطرابات قالت مؤسسة ماركت للمعلومات المالية ان قيمة التأمين على الديون السيادية للبحرين لمدة خمسة أعوام زادت بمقدار عشر نقاط أساسية يوم الاثنين. ويقول منظمو الاحتجاجات انهم يريدون الغاء الدستور البحريني والاستعاضة عنه بدستور جديد تضعه لجنة من الشيعة والسنة. كما يريدون أن ينتخب رئيس الوزراء بصورة مباشرة من الشعب ويطالبون بالافراج عن "جميع السجناء السياسيين" واجراء تحقيق في مزاعم بالتعذيب. وحاول ملك البحرين حمد بن عيسى ال خليفة نزع فتيل التوتر واعلن عن صرف ألف دينار (2650 دولارا) لكل اسرة بحرينية واشارت الحكومة الى انها ربما تفرج عن احداث اعتقلوا في حملة امنية في العام الماضي. وفي الاسبوع الماضي اعلنت البحرين وهي ليست عضو في اوبك انها ستنفق مبلغ 417 مليون دولار اضافي على بنود اجتماعية من بينها دعم الغذاء متراجعة عن محاولات تهيئة المواطنين لخفض الدعم