في محاولة لمراضاة الجزائر وكسب ودها غازل الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند بداية هذا الأسبوع، الرئيس الجزائري بقوله إن بوتفليقة (الذي يجد صعوبة في الكلام والحركة) يتمتع ب "ذكاء كبير وقدرة على حل الأزمات". وواصل هولاند مجاملته للرئيس الذي أصيب بجلطة دماغية سنة 2013، بتأكيده على أنه "نادرا ما تجد مثل هذا الرئيس الذي يتمتع بذكاء ذهني عالي، وهذه القدرة على الحكم”. وأضاف هولاند الذي كان يتحدث في مؤتمر صحفي عقب لقاء له وبوتفليقة دام ساعتين، "أنا لست طبيبا (...)، لكن ما أستطيع قوله هو أن مباحثاتنا كانت مكثفة وقوية". وبخصوص الوضع الصحي لبوتفليقة قال هولاند إن الرئيس يجد صعوبة في التحرك، غير أنه عاد ليواصل غزله بالقول " لديه كل القدرات وقد سخر ذلك في حل بعض الأزمات عبر العالم". غير أن القارئ لكلام هولاند سيشك في أن رئيس دولة ديمقراطية كفرنسا هو من قال هذا الذي قيل، وهو يعرف أن بوتفليقة المريض والعاجز عن كل شيء، فاقد لكل قواه الجسدية ولم يستطع حل حتى أزمات بلاده الداخلية ووقف توغل الفساد المستشري فيها. وبدا هولاند هذه المرة، في موقف فرض عليه مجاملة واحد من أسباب ومختلقي الأزمات في إفريقيا وإسما من الأسماء الذي دعمت الإرهاب الذي واجهته فرنسا نفسها، بدل مساهمته في التنمية وتقوية علاقات الدول الإفريقية. فقد ظل بوتفليقة وفيا للجماعات الإرهابية التي واجهتها فرنسا في مالي، وحاميا لمجموعة تسمى ب "البوليساريو" التي ضبط بعض أفرادها في مواجهات بين جماعات إرهابية وأفراد الجيش المالي، وأثبتت التقارير الدولية نهبها للمساعدات الدولية الموجهة للمحتجزين بمخيمات تندوف. هكذا يتأكد أن هولاند (الصحافي) إذا لم يكن يسخر فعلا، فإنه لم يكن صريحا في كلامه تجاه بوتفليقة ولا واقعيا بخصوص "جهود الرئيس المريض" الذي أوقف حياة الأشقاء الجزائريين ومعهم بلدان غارقة في مواجهة الأزمات في ظل تعنته وجنرالات جيشه وتسخيرهم لكل الجهود لمعاكسة الجيران وعرقلة حل القضايا والأزمات في وقت تعيش فيه بلادهم أزمات القرون الماضية.