جرت إتصالات مكثفة عشية يوم الإثنين 25 ماي الجاري، بين امحند العنصر الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، وحميد شباط الأمين العام لحزب الإستقلال، بمساعدة وساطة حزبية قوية من أجل لملمة الخلاف بينهما الذي عرف تصعيد ملحوظا في الفترة الأخيرة ابتداء من تصريحات شباط حول ما عرف بفضيحة مركب مولاي عبد الله حيث صرح أن الوزير السابق محمد أوزين تمت التضحية به وأنه مجرد "شيفور ثم تصرحات محمد أوزين ردا على حميد شباط التي قال فيها أنه مستعد لخدمة بلاده ولو من موقع "سيكليس" تلميحا لشباط ثم انتهاء بما تفاعلات تصريحات نسبت لهذا الأخير ينتقد فيها امحند العنصر بعدم خدمة مسقط رأسه اموزار مرموشة، ثم رد امحند العنصر الذي لم يكن متأخرا والذي جاء في تصريحات لبعض المنابر الإعلامية يقول فيها أن الجواب على تصريحات شباط موجود عند ساكنة المنطقة الشيء الذي دفع بمناضلي الحركة الشعبية إلى فتح النار على حميد شباط عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ومطالبته بالاهتمام أولا بالعاصمة العلمية للمملكة فاس. وقد توجت الوساطة الحزبية التي جرت بين الزعيمين الحزبين، بتكذيب ما راج في وسائل الإعلام حول تصريحاتهما ومحاولة إلصاقه بالحركة التصحيحية لحزب الحركة الشعبية ولما سمي ب"الجيش الإلكتروني لحزب العدالة والتنمية.
غير أن الغريب في، أنه أخلاقيا لايعقل أن ينسق حزب يتموقع داخل التشكيلة الحكومية مع حزب معارض يسعى إلى إسقاط الحكومة،الشيء الذي يوحي بأن هناك خطة لسحب البساط من تحت أقدام حزب العدالة والتنمية خلال الإستحقاقات المقبلة، رغم العلاقة المتوترة دائما بين حزبي الحركة الشعبية الإستقلال منذ أواخر الخمسينيات وتباين مواقفها السياسية خصوصا في موضوع الأمازيغية. في حين أن نبيل بنعبد الله، الأمين العام للتقدم و الاشتراكية، في خلاف عميق مع حميد شباط ولايتوانى عن إنتقاده في تجمعاته الخطابية، ويدافع بقوة عن رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران.
وقد عجل تفاجئ قيادات حزبي الإستقلال والحركة الشعبية بتفاعل وسائل الإعلام مع تصريحاتهم بالإتفاق على إنهاء الأزمة وتهدئة الأجواء خوفا من توتر العلاقات بين قواعد حزبيهما عبر أنحاء المملكة.
ويعتبر تصريح الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، لموقع "كود"، حول التجمع الخطابي الذي نظمه حميد شباط بمنطقة إيموزار مرموشة، والذي قال فيه أنه كانت هناك إنزالات من المناطق المجاورة، وأن أهل مرموشة لم يتجاوز حضورهم أكثر من 20 فردا، (يعتبر)، هجوما لمحند العنصر على حميد شباط وتشكيكا في حقيقة الجماهير المتواجدة في لقاءه الجماهيري بمرموشة، فلماذا ذهب زعيم الإستقلاليين إلى مرموشة لإضعاف الحركة الشعبية وإنتقاد أمينها العام إذا لم تكن هناك خلافات.
وعوض أن يوضح زعيم الحركيين للرأي العام الصفقة التي أبرمها مع زعيم الإستقلاليين لسحب البساط من تحت أقدام عبد الإله بنكيران، أخد يتوعد جميع المنابر الإعلامية بالمتابعة القضائية لزرع الخوف في أوساطها وردعها عن الكتابة حوله و حول حزبه ونهج سياسة تكميم الأفواه في المستقبل، الشيء الذي يعد خرقا سافرا للحريات العامة ولدستور 2011 وضربا صارخا في كل تصريحاته السابقة المتعلقة بالدفاع عن حرمة الرأي المختلف.
غير أن مسؤول حركي إعتبر تهديدات امحند العنصر، مجرد أعيرة في الهواء مع قرب موسم الحصاد الإنتخابي، ولا يمكن ل امحند العنصر أن يعادي الإعلام الذي أصبح يساهم في اتخاذ القرارات المهمة في البلاد، وفي الوقت الذي يحترم فيه الملك نبض الشارع الذي تعبر عنه المنابر الإعلامية.