تتنافس الشركات المصنعة للهواتف الذكية لاقتطاع حصة من آبل التي أطلقت في سبتمبر 2014 جهازين راقيين قوبلا بإعجاب كبير، إذ يشكل آيفون 6 وآيفون 6 بلاس جزءاً من ترسانة آبل التي سجّلت أعلى أرباح في تاريخها.. حيث سجلت في الربع الأول من 2015 عائدات بلغت 18 مليار دولار! نعم ثمانية عشر مليار دولار، مما جعل الأشهر الثلاثة الأولى من العام الحالي تعتبر أعلى عائدات تحققها آبل في تاريخها، بل أعلى عائدات خلال ربع سنة تحققها أي شركة في تاريخها. وبينما تتراوح محفظة آبل من حاسبات مكتبية إلى حاسبات محمولة إلى أجهزة تشغيل موسيقى، إلا أن النجوم الحقيقية في عرض آبل كانا هما موديلا آيفون، حيث بلغت مبيعاتهما معاً 74.5 مليون وحدة، بما يمثل الجزء الأعظم من عائدات الشركة. ويرى سعد الخادم، محلل أبحاث آي دي سي في الشرق الأوسط وإفريقيا، أنه مع وصول عروض آبل إلى متاجر البيع، تحول الاهتمام إلى برشلونة.. حيث تم الكشف عن عدد من أجهزة أندرويد الجديدة، بما فيها أجهزة من سامسونغ و HTC. وكانت سامسونغ قد تعرضت لسنة قاسية، حيث ان جهازها غالاكسي S5 لم يحقق النجاح المأمول، مما أدى إلى انخفاض عائداتها وحصتها في السوق، وبالتالي يمكن أن نقول ان الخطوة الحالية لسامسونغ كانت خطوة كبيرة. المشروع صفر ويطلق على غالاكسي S6 المشروع صفر، الذي يقدم مفهوما جديدا بالكامل لهذا الجهاز. ومن بين العناصر التي وجهت إليها سهام النقد في أجهزة سامسونغ الراقية السابقة أنها تحتوي على برامج زائدة غير مرغوبة (bloatware) ومتغيرات في جودة التصنيع، أما في حالة غالاكسي S6 فقد بدأت الشركة من الصفر. إذ تم تقليل حجم برنامج TouchWiz من سامسونغ مقارنة بالعروض السابقة، وتم إصدار نسخة Edge، مثلما هو الحال مع غالاكسي نوت 4. وتضمن الجهاز شاشة سوبر أموليد QHD وكاميرا 20 ميغابكسل، إلى جانب عدد من المواصفات الأخرى. مقارنة لا تقارن HTC بسامسونغ أو آبل من ناحية الحجم والمبيعات، إلا أن ذلك لم يمنع الشركة عن إطلاق أحد أهم أجهزة أندرويد التي حظيت باستقبال كبير في عام 2014، وهو جهاز HTC One M8. يأتي ذلك الجهاز في إطار من الألمنيوم وبشاشة فائقة الدقة بشكل مذهل، إلى جانب السماعات الأمامية BoomSound المميزة لشركة HTC، مما جعل One (M8) يستأثر بالإعجاب منذ إطلاقه إلى السوق في بداية العام السابق. ويحمل الجهاز HTC One M9 الاسم الرمزي هيما (Hima)، ويتوقع أن يستمر في نفس المسار من حيث لغة التصميم وجودة البناء، وسيكون أهم تطوير هو الكاميرا الخلفية للجهاز.. حيث ان أهم انتقاد يوجه الآن هو الكاميرا Ultra Pixel التي سيتم استبدالها بكاميرا 20 ميغابكسل، مما يجعل من One M9 الهاتف الذكي الذي ليس له نظير. وهناك إمكانية كبيرة لأن نرى مقاسين مختلفين في محاكاة للأسلوب الذي طبقته آبل في الجيل السادس من آيفون. تجدر الإشارة إلى عرضين من سوني و LG، حيث أن جهاز الجيل الثالث الذي قدمته LG قد حصل على إشادات كبيرة في عام 2014، ونتوقع أن إطلاق الجيل الرابع من الجهاز خلال الربع الثاني من العام الحالي 2015. وفي الوقت الراهن، تبحر سوني في بحار متلاطمة، حيث تحاول تصحيح الأوضاع فيما يتعلق بنشاط هواتفها الذكية. لقد قوبل جهاز سوني Z3 بترحاب كبير، إلا أن ذلك لم يترجم إلى مبيعات عالية كانت الشركة تأمل تحقيقها. وكان من المقرر الكشف عن Z4 في برشلونة مارس الماضي إلا أنه كان على المستخدمين الانتظار لبعض الوقت لمشاهدة الجهاز. محاكم قضت محكمة استئناف أميركية بقبول الدعوى المقامة من قبل شركة سامسونغ لإعادة النظر في الغرامة التي فرضها عليها القضاء الأميركي عام 2012 لصالح آبل بخصوص انتهاك براءات اختراع مملوكة للشركة الأميركية. وبحسب التقارير فإن سامسونغ قد قامت بالاستئناف ضد الغرامة التي تم فرضت عليها في أغسطس من عام 2012، وقدرها مليار و500 مليون دولار أميركي لصالح نظيرتها آبل.. وهي الغرامة التي خُفضت بعد ذلك إلى 930 مليون دولارا. وقررت محكمة الاستئناف الأميركية، الاثنين الماضي، إجراء تخفيض جديد في الغرامة، لتفتح المجال أمام تخفيض الغرامة القياسية في تاريخ النزاعات القضائية بين الشركتين، لتصل إلى 548 مليون دولار.