ويتواصل مسلسل العنف بثانويات مراكش، وبالضبط بثانوية أبي العباس السبتي التأهيلية والمجاورة للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بالجهة، حيث أقدم تلميذ بالجذع المشترك في بحر الأسبوع الماضي (الخميس 14 ماي) على صفع أستاذ مادة اللغة الإنجليزية داخل قاعة الدرس، وأثناء حصة تصحيح أحد الفروض، وهو ما احدث حالة غير عادية بالمؤسسة. مجموعة من التلاميذ روََوْا لأخبارنا المغربية تفاصيل ما جرى، وأرجعوه لاكتشاف زميلهم خطأ في تنقيط نسخته من الفرض المصحح، ليطلب من الأستاذ تصويب النقطة، ويلح في الطلب على اعتبار أن الأمر واضح ولا يحتمل التأخير، قبل أن يتطور الأمر لتلاسن بين الطرفين وينتهي بالإعتداء. الأساتذة نظموا وقفة إحتجاجية بقاعة الأساتذة يوم الأربعاء الماضي تم خلالها إلقاء العديد من كلمات التضامن والتنديد. وهي الوقفة التي أطرها المكتب الإقليمي للنقابة الوطنية للتعليم (فدش)، والذي وصف الإعتداء في بيان له بالمناسبة بالشنيع، ونبه إلى خطورة تنامي ظاهرة الإعتداء على نساء ورجال التعليم خصوصا مع اقتراب موعد الإمتحانات. متدخلون تربويون رفضوا ذكر اسمائهم حملوا مسؤولية ما وقع لوزارة التربية الوطنية، ولقرارات تمديد سن تقاعد هيئة التدريس لغاية متم الموسم الدراسي، معتبرين أن الضغط النفسي والعصبي، إضافة للوضعية الصحية لأغلب المدرسين والمدرسات تجعل الأمر صعبا وخطيرا في نفس الوقت، وما وقع في ابي العباس السبتي نموذج فقط، علما أن الأستاذ تم تمديد عمله لنهاية السنة في السياق المذكور. هذا، وعلمت اخبارنا المغربية أن نيابة التعليم بمراكش أوفدت لجنة تحقيق للمؤسسة، والتي حاولت معالجة النازلة في سياقها التربوي، وهو الأمر الذي استعصى أمام إصرار بعض الجهات على سلك مسطرة المتابعة في حق التلميذ. وفي انتظار مستجدات الملف ننبه بدورنا لما باتت تعيشه مؤسساتنا من عنف متزايد، ونطالب بدورنا كافة المتدخلين لتكثيف الجهود لإيجاد حلول لها.