كشفت مصادر حزبية أن حرب «الاستوزار» بدأت تحتدم بين قياديين ووزراء استقلاليين سابقين، للظفر بإحدى الحقائب الوزارية التي ينتظر أن تقترحها قيادة حزب العدالة والتنمية، خلال مفاوضات تشكيل الحكومة مع عباس الفاسي، الأمين العام لحزب الاستقلال، ما يجعل هذا الأخير، تقول المصادر، في فوهة المدفع. ويبدو الفاسي في وضع لا يحسد عليه للحسم في أسماء وزراء الحزب في الحكومة القادمة، في ظل التنافس الشديد بين أسماء قيادية اكتسبت خبرة التدبير الحكومي وأخرى تطالب بفرصتها، دون نسيان صعوبة الاستجابة لكل الطلبات في ظل توجه قيادة الحزب الإسلامي إلى تقليص عدد الحقائب الوزارية، تقول مصادر استقلالية. ويأتي في قائمة المتنافسين محمد الوفا، سفير المملكة الحالي بالبرازيل، والمصنف ضمن خانة صقور الحزب، وأحد المرشحين لخلافة الأمين العام للحزب، عباس الفاسي، الذي قاربت ولايته على نهايتها. وبحسب المصادر، تبدو حظوظ الوفا للظفر بإحدى الحقائب في الحكومة التي سيقودها حزب العدالة والتنمية وافرة، إذ إن أسهمه هي الأكثر ارتفاعا من بين الأسماء الاستقلالية المخضرمة في الوقت الراهن لاحتلال منصب وزير، دون إغفال الدعم الكبير الذي يحظى به من قبل صديقه حميد شباط، عضو اللجنة التنفيذية، والأمين العام لذراع الحزب النقابية (الاتحاد العام للشغالين بالمغرب)، والماسك بالكثير من الخيوط داخل حزب علال الفاسي. واستنادا إلى المصادر ذاتها، فإن حضورا لافتا سجل لسفير المغرب بالبرزايل في الآونة الأخيرة، إذ كان خلال الأيام الماضية دائم الحضور في المقر المركزي للحزب بالرباط، بل وحرص على متابعة نتائج الحزب طيلة ليلة استقبال نتائج الانتخابات التشريعية. وفضلا عن اسم السفير الوفا، يتداول داخل الأوساط الاستقلالية وبقوة اسم نزار البركة، الوزير المكلف بالشؤون الاقتصادية والعامة في حكومة صهره عباس الفاسي، ضمن لائحة أسماء القياديين الاستقلاليين المرشحين للاستوزار، بالنظر إلى الجهد الذي بذله في إدارة حملة حزب «الميزان» خلال النزال الانتخابي ل25 نونبر، والحصيلة التي حققها والتجربة التي راكمها على رأس الوزارة. ووفقا لمصادر، فإن من الأسماء الأخرى المرشحة لتحتل مكانا ضمن لائحة وزراء حزب «الميزان»، التي يتوقع أن يسلمها الفاسي لبنكيران، أسماء وزراء سابقين وقياديين هم: توفيق حجيرة، وزير السكنى في الحكومة المنتهية ولايتها، وعادل الدويري، وزير السياحة الأسبق في عهد حكومة إدريس جطو، والقيادي امحمد الخليفة. إلى جانب زيدوح، وعبد الله البقالي، عضو اللجنة التنفيذية، وبرلماني العرائش، وكريم غلاب، وزير التجهيز والنقل في الحكومة السابقة، والذي أخرج خلال اجتماع اللجنة التنفيذية الأخير يوم الأحد الماضي، ورقة اصطفاف الاستقلاليين في المعارضة في وجه إجماع قيادة الحزب على المشاركة في حكومة الإسلاميين. وحسب المصادر نفسها، فإن قيادة حزب الاستقلال ستحرص خلال مفاوضاتها مع رئيس الحكومة القادم لتشكيل الحكومة ال30 في تاريخ المغرب، على الحصول على حقائب وزارية تناسب قوته العددية في البرلمان الجديد، والإشراف على قطاعات حيوية وإستراتيجية، مشيرة إلى أن مهمة الأمين العام ستكون صعبة في اختيار وزراء الحزب، في ظل وجود طموح جارف لقيادات استقلالية شابة وأخرى مخضرمة. مصادرنا توقعت أن يتوصل الأمين العام خلال الأيام القليلة المقبلة بالسير الذاتية لأطر استقلالية ترى في نفسها الكفاءة والفعالية اللازمتين لتقلد مناصب وزير أو كاتب دولة، وتطالب بمنحها الفرصة وعدم تغليب منطق «العائلات والمصاهرة» في ترشيحات الحقائب الوزارية التي ستسند إلى الحزب.