يكمننا ان نعنون الحياة السياسية بأهم عنوان و الذي يكمننا ان نتوافق عليه جميعا بالاغتراب السياسي الواضح للمتتبع للمشهد السياسي او غيره ، كيف لا و كل الاحصائيات الرسمية و غير الرسمية تؤكد ذلك و ان كانت بالأرقام المشكوك في أمرها المقدمة من الجهات الرسمية انفسهم، بحث في العديد من المصادرإلا أنني لاحظت عدم وجود مصدر رسمي يعطي نسب المشاركة في الانتخابات منذ الاستقلال التي ستؤكد بكل وضوح هذا الانخفاض الحاد في المشاركة ، و أكثر من ذلك ستعري و تكشف الوضع المزري و تبين عدم مصداقية الاعاءات حول نجاح الانتخابات ، يكفي ان نقوم ببحث بسيط حول نسب المشاركة منذ انتخابات 1993 مثالا سيتضح جليا ان مؤشر المشاركة في منحى الانحدار الذي يوافقه مؤشر العزوف في منحى الصعود . الخطاب السياسي المتدني و الفارغ في فحواه لقادة الأحزاب هو صورة فعلية من صور ضياع و تدني الأحزاب، دون وعي او بوعي منها تزيد من الهوة بينها و بين المواطنين هاته الأخيرة اعتبر لها دور مرحلي فقط ... نظرة جد أنانية... و اننا ايضا نرى أن الاحزاب كيفما كانت تركيبتها تكون مجرد نسخة عن سابقاتها حتى هي لا تحترم الديمقراطية الداخلية خير مثال احزابنا المتربعة في المشهد السياسي ،احزاب تعمد سياسة اقصائية للشباب عمدا او بطرق غير مباشرة بجعل هاته الفئة بطلة و لكن داخل الحزب عن طريق ما يصطلح عليه بالتنظيمات الموازية (فعلا مضحك الاسم) ،بالتهليل و الدفاع عن كل خطوة يقوم به قادتهم ، الذين مازالو منحصرين و منغلقين حول أبطالهم القدامى و نسوا أننا في صيرورة و الاخيرة تستلزم تحيين العقلية و كذا التكوين الفكري لكل مكونات الحزب و اعتماد مقاربات تواكب عصرنا الحديث ... ان الشباب بهاته الممارسات راكم و سيراكم و يسلم بأن اقتحام السياسة و سبر اغوارها مجرد مضيعة للوقت و أنها تجربة لتحصيل الحاصل لا طائل فيه . أحزاب الأغلبية ابانت عن فشلها حتى في تطبيق ولو جزء بسيط من برنامجها بل و انها زادت في تأجج الوضع اكثر و عرف عهدها ارتفاعا في نسب البطالة و المديونية و الرشوة ... أما المعارضة تعلن و توقع عن حالة افلاس سياسي بمحاولتها ادخال القصر في صراعاتها ... الى ان هذا لا يعني ان الاغلبية في موقع قوة ، لاننا لسنا بصدد قاعدة الصفر و الواحد ، لأنهما معا نسوا الدور الاساسي و الذي جاءت علية الاحزاب اشراك المواطن و تمثليه و خدمته و تحسين وضعيته ... ماذا يستفاد من كل هذا، أن عملية اشراك المواطن و تطعيم هاته المؤسسات الحزبية بالشباب مع شرط العمل بروح الشورى و المشاركة و الديمقراطية ، هو ضرورة حتمية اذا ما اريد فعلا للأمور أن تتغير، مؤسسات ترفع عوض الشعارات الزائفة و التقليدانية ، شعار العمل مع المواطن لبناء بديل سياسي للحكومة في هذا البلد السعيد يخدم مصالح الشعب اولا و اخيرا ، و كذلك تحمل خطابا أخلاقيا قويا مسؤولا ... آنذاك يمكن ان تتوافر ارادة حقيقية لتنزيل ما يسمى بدستور حقيقي ديمقراطي يضمن حقوق الشعب و يضمن لهم التكافؤ في الفرص و الفصل بين السلط و إلا سيكون "منحنى غوص" سريعا في كل الظواهر المتحكمة بزمام الأمور و ستنقلب الموازين لتعطينا وضعا مجهول الهوية .