عند الاقتراب من شبه جزيرة الداخلة تتراءى للناظر العديد من المؤسسات السياحية المنتشرة في الصحراء، والتي تعكس الوجه المتعدد للتنمية السوسيو-اقتصادية التي تعرفها جهة وادي الذهب - الكويرة. ومن بين المستثمرين الذين استقطبتهم هذه المنطقة المشهورة دوليا بممارسة رياضة التزحلق على الماء "الكيت سورف"، حمزة الدليمي، وهو من شباب مدينة الداخلة الذي اختار المساهمة في تنمية مسقط رأسه. وفي الواقع فإن حمزة، الذي ولد في الداخلة سنة 1984، يعد من بين أولئك الذين أدركوا منذ البداية بأن هذه الجهة توفر آفاقا واعدة لقطاع السياحة، وذلك بفضل خصوصياتها الجغرافية والمناخية الملائمة لممارسة الرياضات المائية التي تجذب هواة هذا النوع من الرياضة من مختلف أنحاء العالم. وقال الشاب حمزة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، "لقد أقمت بأوروبا منذ سنة 2001 من أجل الدراسة ثم العمل لكن كانت دائما لدي فكرة الاستثمار بالمغرب خصوصا بمسقط رأسي"، مضيفا أنه خلال سنة 2009 قرر اتخاذ الخطوات الأولى من أجل تحقيق حلمه. وقال "في البداية لم أكن أفكر بالضبط في السياحة لكن بعد البحث في عدة مجالات وقع اختياري على هذا القطاع"، مبرزا أن بحثه المضني وتخطيطه قاده إلى اختيار قطاع السياحة الذي بإمكانه أن يضيف قيمة أفضل لهذه الجهة. وأوضح أن الخصوصية العامة لجهة الداخلة ومظهرها الذي يرتكز على الطبيعة يجذب المزيد من السياح الذين تبلغ أعمارهم 35 سنة أو اكثر وهذه الفئة العمرية التي لها دخل قار وتقوم برحلات عائلية تتمتع بقدرة شرائية متميزة كما تسعى الى تغيير العادات وتبحث عن صفاء الطبيعة بعيدا عن ضغوط الحياة اليومية. وأضاف "بعض الاسواق تعد جد واعدة لكن تظل غير مستكشفة ذلك بسبب غياب التواصل والدعاية لوجهة الداخلة". وأشار الى أنه في نهاية المطاف وبعد تردد في بداية الأمر قرر التوجه نحو منتجات السياحية الراقية واستهداف أسواق غير معروفة أو تلك المعروفة قليلا بالنسبة للسياحة الوطنية. وأوضح أن نوع السياح الذي اختار أثر على الهندسة المعمارية لمؤسسته السياحية التي تتألف في معظمها من أجنحة مثالية لقضاء العطل العائلية، بالإضافة إلى رياض صغيرة لإضفاء لمسة تقليدية، مضيفا أن هذا التصور لا يمكن أن يكون متكاملا بالداخلة بدون ناد لممارسة رياضة التزحلق على الماء وتقديم خدمة تتعلق باستئجار المعدات خصوصا وأن جزء كبير من الزبائن يختارون هذه الجهة من أجل تعلم هذه الرياضة بالنظر الى وجود مواقع متعددة مؤمنة ومناسبة للمبتدئين. وابرز أن المؤسسة السياحية تقع خارج المدار الحضري، وأن مجهودا كبيرا تم اتخاذه على مستوى اقتصاد الماء وإعادة استعمال المياه العادمة ومعالجة وتدبير القمامة، بالإضافة الى مبادرات لتنظيف الشواطئ، موضحا أن الهدف هو الحفاظ على المظهر الطبيعي للجهة وضمان استدامة المشروع في حد ذاته.