سيطرت جبهة النصرة وحلفاؤها السبت بالكامل على مدينة ادلب (شمال غرب) الاستراتيجية والحدودية مع تركيا لتكون ثاني مدينة تخرج عن سيطرة النظام السوري بعد مدينة الرقة (شمال)، معقل تنظيم "الدولة الاسلامية"، حسبما اورد المرصد السوري لحقوق الانسان. وذكر المرصد "سيطرت حركة احرار الشام الاسلامية ومقاتلو جبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) وتنظيم جند الاقصى وفصائل اسلامية اخرى، على مدينة إدلب بشكل شبه كامل، عقب اشتباكات عنيفة استمرت لنحو أربعة أيام، مع قوات النظام والمسلحين الموالين له". كما اعلنت الجبهة على حسابها في موقع تويتر عن "تحرير" المدينة. واضاف المرصد ان "عملية تمشيط تجري للمباني التي كانت تتمركز فيها قوات النظام والمسلحين الموالين لها". واشار الى ان "مدينة إدلب تصبح ثاني مركز محافظة يخرج عن سيطرة قوات النظام بعد مدينة الرقة التي خرجت عن سيطرتها قبل أكثر من عامين". وأسفرت الاشتباكات منذ فجر السبت "عن أسر وقتل عدد من عناصر قوات النظام، إضافة لاستشهاد ومصرع 7 مقاتلين على الأقل، من الفصائل الإسلامية وجبهة النصرة" بحسب المرصد. وبذلك تصل حصيلة "غزوة إدلب" الى 130 قتيلا من الطرفين منذ بدء الهجوم الثلاثاء. وبسيطرتها على مدينة ادلب اصبحت جبهة النصرة تسيطر على معظم محافظة ادلب الحدودية مع تركيا، باستثناء جسر الشغور واريحا التي لا تزال، بالاضافة الى مطار ابو الضهور العسكرية وقواعد عسكرية اخرى، في ايدي قوات النظام. ويقول خبراء ان الجبهة، وهي ذراع تنظيم القاعدة في سوريا، تسعى الى اقامة كيان خاص بها مواز ل"الخلافة" التي اعلنها تنظيم الدولة الاسلامية في مناطق اخرى في شمال وشرق سوريا وشمال وغرب العراق. واظهر شريط فيديو بثته الجبهة على قناتها في موقع اليوتيوب عددا من المقاتلين في شارع قالت انه في مدينة ادلب وهم يمزقون ويدوسون على صورة للرئيس بشار الاسد. وغادر عدد من السكان المدينة فيما بقي اخرون، بحسب مدير المرصد رامي عبد الرحمن الذي لم يتمكن من تحديد عددهم. وبثت الجبهة تسجيل فيديو تحت عنوان "عودة المجاهدين الى منازلهم في مدينة ادلب بعد غياب دام اكثر من ثلاث سنوات" لم يتسن التحقق من صحته، يظهر فيه مقاتلون ومدنيون يتعانقون معربين عن فرحتهم. كما سجد احدهم على الرصيف وهو يصيح ممجدا الله والنبي محمد. وقال احد المسلحين امام الكاميرا "الحمد لله الفضل لله وللثوار. دخلت بيتي. من اربع سنوات لم ادخله (...) هذا بيتي، اشهدوا ياعالم هذه حارتنا هذه بلدنا هذه لنا وسنحررها باذن الله وسنضع فيها الاسلام". وفي نهاية العام الماضي، تمكنت جبهة النصرة من طرد مجموعات مقاتلة محسوبة على المعارضة المعتدلة من ريف ادلب، وباتت تسيطر مع حلفائها الاسلاميين على مجمل المحافظة. ويقول خبراء ان الجبهة، وهي ذراع تنظيم القاعدة في سوريا، تسعى الى اقامة كيان خاص بها مواز ل"الخلافة" التي اعلنها تنظيم الدولة الاسلامية في مناطق اخرى في شمال وشرق سوريا وشمال وغرب العراق.