الرباط 23 مارس 2015 /ومع/ أكد وزير السياحة والثقافة بالسيشل، السيد ألان سان أونج، أن المغرب يمثل "سوقا جديدة نموذجية" بالنسبة للسيشل التي تعتمد استراتيجية لتنويع الأسواق السياحية. وقال السيد سان أونج، في حديث خص به وكالة المغرب العربي للأنباء على هامش مشاركته في المؤتمر الدولي "المبادرة الأطلسية من أجل السياحة 2015" المنعقد يومي 11 و 12 مارس الجاري بالرباط، " اقتصادكم جيد وأنتم تمثلون بلدا صديقا بالنسبة للسيشل ولا يحتاج المغاربة للتأشيرة للقدوم لزيارتنا، مما يجعل المغرب سوقا نموذجية جديدة بالنسبة للسيشل". وأضاف أن السيشل، التي فتحت تدريجيا أجواءها أمام شركات طيران جديدة، تأمل في أن تحلق طائرات شركة الخطوط الملكية المغربية، التي تهيمن على الخطوط الرابطة بين إفريقيا وأوروبا، في إفريقيا الشرقية وأن توسع رحلاتها الجوية لتشمل السيشل، مشيرا إلى أن هذا الربط الجوي الجديد سيخول تعزيز المبادلات التجارية بين البلدين وإحداث أسواق جديدة لتطوير الفلاحة بالمغرب. وقال الوزير "نرغب في أن تعتبر الخطوط الملكية المغربية السيشل كمحطة توقف، مما سيفتح الأبواب أمام السياح المغاربة للقدوم إلى السيشل. ولدينا أيضا ثقافة ستعجب المغاربة بفضل التنوع الذي نمثله كشعب كريولي سيشلي". وفي مجال التكوين السياحي، أكد الوزير السيشلي على أهمية تعزيز روابط التعاون في القطاع السياحي وتبادل التجارب والخبرات، مضيفا أن بلاده تتوفر على أكاديمية للسياحة تخول للطلبة فرص العمل في الأرخبيل. من جهة أخرى، أبرز السيد سان أونج التجربة الناجحة لبلاده في مجال السياحة المستدامة، مشيرا إلى أن أزيد من نصف تراب السيشل يقع في منطقة محمية، تتمثل في المنتزهات الطبيعية. ورحب في هذا الصدد بالموقع الرائد للسيشل لجعل السياحة محركا للتنمية المستدامة، على اعتبار أن بلاده تحظى بصيت دولي في مجال السياحة الإيكولوجية والرفيعة المستوى. وأضاف الوزير أن تأثر القطاع بالأزمة المالية في أوروبا، السوق السياحية الرئيسية بالنسبة للسيشل، دفع الحكومة إلى وضع سياسة استباقية تقوم أساسا على تنويع الأسواق عبر استهداف السوق الآسيوية، خاصة الصين، وعلى تعزيز سمعة البلاد كوجهة مفضلة لدى السياح. وبخصوص الجهود التي تبذلها بلاده لجلب الاستثمارات من أجل تحفيز أكبر للقطاع السياحي، أعرب الوزير السيشلي عن أمله في أن تواصل بلاده تشجيع الاستثمارات في هذا المجال وتخصيصها ل"التجارة المرتبطة بالسياحة" قصد تقوية هذه الصناعة على المدى الطويل، مشيرا إلى أن العديد من المجموعات الصغيرة تستفيد "بشكل مباشر" من تطوير هذه التجارة. وأبرز أن تطوير النقل الجوي يظل التحدي الرئيسي بالنسبة للسيشل التي تنشط عبر "مراكز الشرق الأوسط"، مؤكدا ضرورة "مواصلة العمل لجلب شركات الطيران نحو سواحل البلاد". وحرص الوزير أيضا على توضيح أن الأرخبيل يقوم بدور هام لجعل الأطلسي فضاء للتواصل بين الثقافات، عبر تنظيم كرنفال سنوي تلتئم فيه ثقافات وشعوب العالم لصالح السلم والتسامح، مبرزا أنه تم توجيه الدعوة رسميا للمغرب للمشاركة في الكرنفال الذي سيجري يوم 24 أبريل المقبل. وقال "نبرهن بذلك على أن الشعوب من جميع الأعراق والديانات والسياسات المتفرقة يمكنها أن تتفاعل". ويضم أرخبيل السيشل أزيد من 100 جزيرة صغيرة تقع في المحيط الهندي. وحسب وزير السياحة، فإن بلاده تعتمد بشكل كبير على السياحة التي تساهم بأزيد من 25 في المئة في الناتج الداخلي الخام، مشيرا إلى ارتفاع في الناتج الداخلي الخام من 2,8 إلى 3,5 في المئة هذه السنة بفعل ارتفاع عدد السياح. وتخول جزر السيشل، بفضل موقعها الجغرافي وخصوصياتها المناخية وجاذبية صورتها كوجهة سياحية، إمكانية ممارسة تشكيلة متنوعة من أنشطة السياحة والرياضة الطبيعية في ظروف مثلى على مدار السنة.