احتضنت قاعة الندوات بالمركز الثقافي المغربي بنواكشوط، مساء أمس الاثنين، محاضرة ألقاها الباحث المغربي رحال بوبريك، مدير مركز الدراسات الصحراوية التابع لكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الخامس بالرباط، حول موضوع "التعاون الأكاديمي المغربي الموريتاني في مجال صيانة وتثمين التراث الحساني .. النشر نموذجا". وأكد بوبريك أن إحداث مركز الدراسات الصحراوية في فبراير 2013 أملته ضرورة تشجيع البحث في ميادين العلوم الاجتماعية والثقافية والتنمية المتعلقة بالصحراء، بما يسهم في حفظ الذاكرة وإنجاز أبحاث تطبيقية وترسيخ دعائم نقاش علمي رصين، وذلك انسجاما مع مقتضيات الدستور الجديد للمملكة الهادفة إلى ترسيخ الهوية الثقافية المغربية المتعددة لاسيما منها المكون الحساني. وأبرز المحاضر أن من بين أهداف المركز القيام بأبحاث متعددة التخصص تهم مجالات المعرفة التاريخية والاجتماعية والثقافية للأقاليم الجنوبية للمملكة، وتشجيع البحث في خدمة التنمية بتعاون مع فاعلين محليين ودوليين، وإنشاء قاعدة معلومات ومركز توثيقي وسمعي بصري حول هذه الأقاليم، وتوثيق الصلات مع مراكز البحث الوطنية والدولية المهتمة بالمجال الصحراوي. وأشار إلى أن المركز قام، على الخصوص، بنشر عشرة أبحاث علمية قيمة لمؤلفين موريتانيين في مختلف المجالات الأدبية والتاريخية والدينية، ما سيمكن من خلق تواصل ثقافي وعلمي، ونقل نتائج المجهودات العلمية للباحثين الموريتانيين إلى أشقائهم المغاربة وأيضا إلى باقي المهتمين بمجالات العلوم الإنسانية في المنطقة المغاربية والعربية وفي الخارج. وأوضح رحال بروبريك، أستاذ التاريخ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الخامس بالربط، أن هذه المبادرة تروم صيانة وتثمين التراث الحساني من خلال النشر، وتقديمه لأوسع جمهور ممكن، ليتعرف على الكنوز المعرفية والجمالية التي يحتويها. وقال إن المركز، الذي تم إنشاؤه بشراكة مع مؤسسات حقوقية (المجلس الوطني لحقوق الإنسان) واقتصادية (المكتب الشريف للفوسفاط) واجتماعية (وكالة الانعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية في الأقاليم الجنوبية)، أحدث ماستر ودكتواره حول "الإنسان والمجال بالصحراء .. الديناميات الاجتماعية". كما ذكر بإشراف المركز على تسجيل أول أنطولوجيا للموسيقى الحسانية التقليدية بهدف الحفاظ على هذه الموسيقى ونقلها ونشرها باعتبارها عنصرا أساسيا للتراث الشفوي وذاكرة حقيقية للمجتمع البدوي. وأشار إلى أن من بين مشاريع البحث التي توجد قيد الإنجاز المعجم البيئي والجغرافي الحساني والمتن الشعري الحساني وتأثير التغيرات المناخية العامة على التنوع البيولوجي في المناطق الرطبة الصحراوية والمجال الصحراوي ورهان السياحة (نموذج المنتزه الوطني اخنيفيس واخنيفير بإقليم طرفاية) والدينامية والتوزيع المجالي والتركيب الاجتماعي والممارسات الحضرية بالمدن الصحراوية بالمغرب (نموذج العيون وبوجدور).