أكد سفير ألمانيا بليبيا، المقيم بتونس، كريستيان ماتش، اليوم الخميس بالصخيرات، أن المغرب يتبنى موقفا "محايدا وموضوعيا بشكل مطلق" إزاء النزاع الليبي، يشجع على انعقاد مباحثات سياسية بين الليبيين بالمملكة. وأضاف السيد ماتش، الذي ينتمي إلى مجموعة سفراء أجانب (من فرنسا، إسبانيا، المملكة المتحدة، ألمانيا، إيطاليا، الاتحاد الأوروبي ...) تشارك في هذه المباحثات بصفة ملاحظين، أن "المباحثات السياسية بين الليبيين في الصخيرات تجري في مناخ ملائم". وأوضح ، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن "الهدف الرئيسي لهذه المفاوضات هو بحث تشكيل حكومة وحدة وطنية"، مشيرا إلى أن دور المجموعة الدولية والبلدان الحاضرة في هذه المباحثات يتمثل في دعم الحكومة الليبية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار، وتثبيت الأمن، ومكافحة الإرهاب وإعادة بناء المؤسسات والسلام بصفة عامة. يشار إلى أن مباحثات سياسية بين الليبيين انطلقت، عشية اليوم الخميس بالصخيرات (ضواحي الرباط)، بحضور ممثلين عن الأطراف المتنازعة بهدف إيجاد حل سلمي للأزمة السياسية في ليبيا. وكانت بعثة الدعم التابعة للأمم المتحدة في ليبيا قد أعلنت أمس أنها ستعقد خلال الأسبوع الجاري بالمغرب الجولة المقبلة للحوار السياسي الليبي بعد أن أعربت الأطراف المدعوة عن موافقتها على المشاركة في هذا الاجتماع. وأكدت البعثة في بيان صحافي أن "كل الأطراف أعلنت بشكل رسمي عن قرارها المشاركة في هذا الحوار إثر مشاورات وثيقة مع الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة بليبيا، بيرناردينو ليون، خلال زيارته لطبرق وطرابلس في الثاني من مارس 2015". وأوضح المصدر ذاته أن "الأطراف أشارت إلى الحاجة الملحة لاستئناف مسلسل الحوار باعتباره السبيل الوحيد لإيجاد تسوية سلمية للأزمة السياسية بليبيا، والتوصل إلى نهاية دائمة للنزاع المسلح الذي تسبب في معاناة الشعب الليبي". وأضاف البيان أن الأطراف "اتفقت حول موضوع مقترح بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا الرامي إلى أن تركز الجولة المقبلة من المفاوضات على تشكيل حكومة وحدة وطنية، بما فيها المفاوضات المتعلقة برئيس الوزراء المقبل ونوابه، والتوافقات الأمنية التي تمهد الطريق إلى وقف شامل لإطلاق النار، والانسحاب المرحلي لكافة المجموعات المسلحة من المدن والأحياء، ووضع التدابير المتعلقة بالأسلحة وبمراقبتها والآليات الملائمة للإشراف والتنفيذ، وكذا استكمال مسلسل إعداد الدستور داخل أجل واضح". يذكر أن ليبيا، الغارقة في الفوضى منذ سقوط نظام العقيد معمر القذافي سنة 2011، تعرف حاليا صراعا على السلطة بين جناحين (برلمانين وحكومتين)، أحدهما مقرب من تحالف ميليشيا "فجر ليبيا" يفرض سيطرته على العاصمة طرابلس، والثاني يحظى باعتراف المجتمع الدولي ويتخذ من طبرق مقرا له. وكان ممثلو البرلمانين قد عقدوا في 11 فبراير بغدامس (جنوب البلاد) مفاوضات غير مباشرة تحت إشراف الأممالمتحدة، كانت الأولى من نوعها منذ إطلاق الحوار الوطني متم شتنبر 2014. وأجرى رئيس بعثة الدعم التابعة للأمم المتحدة في ليبيا، بيرناردينو ليون، مشاورات منفصلة مع الوفدين الليبيين، مبرزا أن الهدف من ذلك هو التوصل إلى اتفاق حول تشكيل حكومة وحدة وطنية.