اعتبر وزير الطاقة والمعادن والماء والبيئة، عبد القادر اعمارة، أمس السبت بتورنتو بكندا، أن مشاركة المغرب في مؤتمر "رابطة المنقبين والمطورين الكندية" لسنة 2015، الذي يعتبر من بين أكبر الملتقيات الدولية في مجال المعادن، تشكل فرصة للمملكة من أجل النهوض بقطاع التعدين بالمغرب، خارج استغلال الفوسفاط. وقال السيد اعمارة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن "حضور المغرب في هذا اللقاء الضخم لأرباب الصناعات التعدينية عبر العالم مهم جدا، لأنه سيسمح لنا بالنهوض بقطاع التعدين المغربي، خارج استغلال الفوسفاط"، موضحا أن أداء القطاع على المستوى الوطني يبقى أقل من طموحات المملكة. وأضاف أن "هدفنا من خلال المشاركة في هذا الحدث العالمي المنعقد بتورونتو (كندا) هو النهوض بالقطاع"، لتمكينه من زيادة مساهمته في نمو الاقتصاد الوطني، مذكرا بأن رقم معاملات القطاع، باستثناء الفوسفاط، لا يتجاوز حاليا 5 مليارات درهم. واعتبر أن سياسة النهوض بالقطاع تقوم على ثلاثة محاور، يتمثل الأول في تحديث القانون الذي ينظم القطاع، وهو القانون الذي يعود لسنوات الخمسيناتن والذي تمت مراجعته بشكل عميق وواف، ما سيسمح لقطاع التعدين بتحقيق "قفزة مهمة جدا"، لا سيما ما يخص التراخيص والمناطق المعنية بالاستغلال، بالإضافة إلى إضفاء بعض المرونة على هذا النص، الذي صودق عليه على مستوى مجلس النواب، ويوجد حاليا قيد المناقشة بمجلس المستشارين. وتابع الوزير أن المحور الثاني يهم تقوية الخدمة الجيولوجية الوطنية عبر إحداث مديرية مركزية مخصصة للجيولوجيا ضمن وزارة الطاقة والمعادن والماء والبيئة بهدف "استدراك التأخر الحاصل في وضع الخريطة الجيولوجية" واستكمال تغطية التراب الوطني. أما بالنسبة للمحور الثالث، فأبرز السيد اعمارة أنه يتعلق بمنطقة التعدين فكيك - تافيلالت (حوالي 60 ألف كلم مربع) والتي تزخر بإمكانات كبيرة، وسوف تفتح أمام استثمارات القطاع الخاص. وأوضح أن هذه المحاور الثلاثة، بالإضافة إلى الاستقرار السياسي للمملكة، تعتبر نقاط قوة للاقتصاد المغربي المنفتح على الأسواق الدولية، وذلك بفضل اتفاقيات التجارة الحرة الهامة مع عدد من الدول، والموقع الجغرافي الاستراتيجي للمغرب باعتباره البوابة الرئيسية نحو إفريقيا، والبنيات التحتية الضخمة المتاحة للمملكة، التي تسمح باستقطاب مزيد من الاستثمارات، وخاصة في قطاع المعادن. وأكد الوزير أن مؤتمر "رابطة المنقبين والمطورين الكندية" لسنة 2015 يسعى إلى أن يشكل "لقاء ضخما، ويشهد مشاركة مستثمرين من كافة بقاع العالم، سواء الكنديين أو الأجانب، وسيمكننا من تسويق جاذبية المغرب في قطاع التعدين، باستثناء الفوسفاط". وشدد على أننا "نأمل في أن نتمكن خلال السنوات المقبلة من رفع رقم معاملات واستثمارات القطاع، باستثناء الفوسفاط، من 5 مليارات إلى 15 مليار درهم، فضلا عن مضاعفة عدد مناصب الشغل في هذا الميدان لتصل إلى 30 ألف منصب شغل، وهو أمر سيكون في غاية الأهمية". ولاحظ أنه "بجذب هذه الاستثمارات، سنتمكن من تثمين أكبر للمعادن التي تزخر بها المملكة، التي تتطلب استثمارات هائلة، وتكنولوجيات متقدمة ودقيقة، وأشغال تنقيب معمقة". يذكر أن وفدا مغربيا مهما، يقوده السيد اعمارة، يوجد حاليا بكندا للمشاركة في أشغال مؤتمر "رابطة المنقبين والمطورين الكندية" لسنة 2015 والمنعقد بمدينة تورنتو بين 1 و 4 مارس، ويعد المؤتمر من أكبر الملتقيات الدولية في قطاع المعادن. ويشكل هذا اللقاء، الذي يشهد عادة حضور حوالي 25 ألف مشارك يمثلون حوالي مئة بلد، مناسبة سانحة للمغرب، الذي يسعى إلى النهوض بإمكاناته المعدنية وتعزيز الدينامية التي يشهدها القطاع حاليا.