اعتبر وزير الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي مولاي حفيظ العلمي ، أمس الاثنين بطنجة ، ان مشروع "رونو" طنجة يعد تجربة ناجحة ومثالية للصناعات الميكانيكية وللقطاعات الاقتصادية الأخرى في المغرب . وأشاد الوزير، الذي قام بزيارة لمصنع رونو بطنجة صحبة أعضاء من اللجنة البرلمانية للقطاعات الانتاجية ، بالأداء والنجاح الذي حققه مصنع رونو طنجة ،الذي يشكل مفخرة للصناعة الوطنية وتجربة ناجحة يجب أن يقتدى بها في مجال صناعة السيارات بشكل خاص وفي القطاعات الاقتصادية الأخرى على المستوى الوطني، من أجل الاستفادة من أفضل الممارسات والخبرات المتراكمة لهذه المنشأة الصناعية . وقال السيد العلمي ،في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء ،ان "المغرب خطا خطوات كبيرة في قطاع صناعة السيارات، كأحد القطاعات العالمية الواعدة ،التي يعول عليها المغرب ،مؤكدا أن طموح المغرب اليوم، هو جذب واستقطاب شركات أخرى تعمل في مجال صناعة السيارات وتطوير الصناعات الأخرى لتحسين القدرة التنافسية وتعزيز رؤية المغرب في هذا المجال أكثر فأكثر ، باعتباره قاعدة جذابة لانتاج وتصدير مكونات السيارات. وأكد في هذا السياق، أن زيارة الوفد لمصنع رونو طنجة، الذي يحتل المرتبة الثالثة عالميا من حيث الجودة، هي فرصة لأعضاء البرلمان للاطلاع عن كثب على الانجازات الميدانية والجدوى الاقتصادية المحققة لهذا الورش الاستراتيجي ،والتطور الذي يعرفه قطاع السيارات، من أجل تعزيز المكاسب وتعزيز موقع المملكة عالميا في مجال انتاج وصناعة السيارات. وأشار إلى أن مصنع رونو طنجة ،الذي حقق منذ انشائه سنة 2012 إنجازات مهمة وناجحة بكل المقاييس ، مكن من توفير وحدة تصنيع متقدمة تتجاوب مع المتطلبات المعمول بها على المستوى الدولي، مشيرا إلى أن هذه الزيارة ستتيح ايضا توضيح الرؤية بخصوص مستقبل هذا القطاع الواعد والتحديات التي يجب مواجهتها مستقبلا. وتابع الوزير قائلا "نحن الآن في حدود نسبة 45 بالمائة من مستوى الدمج ، في حين أن الهدف المحدد في مخطط الاقلاع الصناعي 2014-2020 هو رفع عدد المقاولات التي تختص في صناعة مكونات السيارات الى مستوى 65 في المائة في السنوات المقبلة ". وقال ان النظم الايكو صناعية التي يتم أجرأتها في اطار المخطط المذكور يجب ان تضاعف من دينامية القطاع ، مذكرا ب"النظم الايكو للسيارات " الاربعة الاولى التي تم إطلاقها في أكتوبر الماضي ، وإبرام خمسة عقود مع المهنيين ، والتي حددت الالتزامات المتبادلة بين الحكومة وفعاليات القطاع. وتهدف هذه النظم ،التي تهم الفروع الصناعية الخاصة ب"أسلاك السيارات" و"داخل السيارات والمقاعد "، و "التعدين " و "بطاريات السيارات" ،إلى المساهمة في أفق 2020 في خلق 56 الف و500 منصب شغل جديد، أي ما يعادل 63 بالمائة من أهداف قطاع السيارات عامة (90 ألف منصب شغل)، والرفع من رقم معاملات التصدير الى 24 مليار درهم وتنمية الاندماج المحلي ب20 نقطة. وفي هذا الصدد، أشار السيد العلمي إلى أن نظم أخرى يتم تحديدها حاليا مع مصنعي المعدات والتجهيزات والسيارات الدوليين ، داعيا شركة رونو الى المساهمة في نشر هذه النظم الإقتصادية عبر هيكلة نظام اقتصادي عام. وأبرز الوزير تنوع وكثافة النسيج الصناعي من المجهزين المحليين الذي تطور منذ انشاء مصنع رونو ، وتواجد أكثر من 230 مقاولة مختصة في تصنيع قطع غيار السيارات ونحو عشرين من الموردين المعروفين عالميا ممن يمارسون أنشطة ذات قيمة مضافة عالية واستثمروا في المغرب لأول مرة لتزويد مصنع رونو، وكذلك أسواق عالمية اخرى ، مشيرا إلى أن هذا التطور مكن المغرب من تعزيز موقعه في خريطة صناعة السيارات العالمية ك"منصة تنافسية وجذابة" دوليا. من جهته ، أكد المدير العام لمجموعة رونو المغرب ، جاك بروست، أن مصنع رونو طنجة في طريقه إلى أن يصبح واحدا من بين أهم مصانع رونو نيسان على الصعيد العالمي واكثرها نجاحا ،بفضل النتائج التي تحققت خلال عام 2014 ، والذي سجل تقدما ملحوظا مقارنة مع المصانع الأخرى. وأشار جاك بروست إلى أن مجموعة رونو المغرب، الذي تبلغ قدرته الانتاجية 340 ألف سيارة في السنة، حقق سنة 2014 إنتاج 227 الف و579 سيارة ، بزيادة بلغت نسبتها 36 في المائة مقارنة مع سنة 2013، في حين بلغت مبيعات المجموعة 45 الف و209 سيارة خلال العام الماضي ،في وقت بلغت الصادرات 202 الف و989 سيارة ،اي ما يعادل 20 بالمائة من صادرات المغرب في اتجاه خاصة اسبانيا وفرنسا وألمانيا. وأضاف أنه على مستوى الموارد البشرية يشغل مصنع رونو المغرب أزيد من 8000 مستخدم مع تطور الخبرات التقنية المحلية ، موضحا أنه فيما يخص مخطط الموازنة التجارية ،فصادرات السيارات "صنع في طنجة" كانت لها الفضل إلى حد كبير في تعزيز موقع هذا النوع من الصناعة من بين أهم القطاعات المصدرة المغربية. وفي هذا السياق ،قال بروست إن مصنع رونو طنجة يعد أول موقع لتصنيع السيارات في العالم دون الانبعاثات الكربونية والصرف الصناعي من المواد السائلة. وتفقد الوزير والوفد البرلماني إضافة إلى عامل عمالة الفحص انجرة ومسؤولين محليين ، مرافق الإنتاج في مصنع رونو طنجة، حيث اطلعوا على سلاسل الانتاج وعمليات تصنيع مختلف انواع سيارات رونو ومراقبة الجودة.