قال العالم الدنماركي لودوفيك أورلاندو في متحف التاريخ الطبيعي بكوبنهاجن – من خلال الدراسة العلمية التي أجراها على بعض الحيوانات مثل الخيول والأرانب والقطط والكلاب والبقر لمعرفة السبب وراء استئناس هذه الحيوانات وقدرتها على العيش مع الإنسان عن الحيوانات المتوحشة – إن هذه العملية ترجع إلى 10 ألاف عام. وقد استخدم العالم الأشعة ثلاثية الأبعاد على مجموعة من الجماجم التي حصل عليها من روسيا وبلجيكا للكلاب التي اكتشفت في الفترة من 2002 إلى 2009، وفقاً لما ورد بوكالة “أنباء الشرق الأوسط”. وقد أجرى أبحاثه على 125 جين لدى الخيول والتي أشارت إلى أن هناك جين ينظم القلب وأخرى لنمو العضلات وأخرى لقدرة الحيوان على التعلم والقوى الإدراكية والخوف، كما قام بمقارنة هذه الجينات بتلك الموجودة لدى الحيوانات المتوحشة مثل الذئب والخنزير البري. هذا وقد مرت العديد من السنوات حتى تم التفريق بين الحيوان الداجن الذي تم تأنيسه والحيوان البري، وذلك من تحليلات لجينوم لمتحجرات إثنين من الخيول عثر عليها في سيبيريا عاشوا فترة سابقة لفترة تأنيس الحيوان، بينما الخيل الذي عاش في منغوليا حتى القرن التاسع عشر لا يتم تأنيسه، حيث أن الجينات التي عثر عليها لدى الخيل المستأنس لم توجد مثلها لدى خيول سيبيريا وكذلك في الخيول المتحجرة. كما كشفت دراسة أخرى أجراها العالم السويدي ليف أندرسون في جامعة “أبو سالا” في السويد ونشرت في أغسطس 2014 والذي أهتم فيها بالأرانب الذي عرفت منذ أكثر من 1400 عام، حيث تم تربيتها من جانب الكهنة الذين كانوا يقدمون لحمه في غذائهم وقد قام العالم وفريق بحجز مجموعة من الأرانب وأجرى تحليله على بعض الأرانب من خلال مائة جين، فكشف أن الجينات موجهه إلى المخ والجهاز العصبي مما يجعله شبيه بالإنسان وهذه الجينات هى التي ساعدت على تربيته وتأنيسه. كما أجريت الدراسات أيضاً على القطط والبقر لمعرفة دور الجينات في عملية تأنيسها وقد تم الحصول على 281 جين، وهى تشير إلى حاسة الخوف والشم والقدرة على التعلم. وقد أوضح العالم الألماني آدم فيلكنز في جامعة “هومبولدت” في برلين أنه من الواضح بعد كل هذه الدراسات أن الجينات مرتبطه بالخلايا الموجودة في الجزء الأعلى من الجهاز العصبي لا تمثل غير جزء من الجينات المستأنسة.