أكد فاعلون ومسؤولون اقتصاديون مغاربة وأندلسيون شاركوا أمس السبت بإشبيلية (جنوب إسبانيا) في منتدى مقاولاتي، على ضرورة تعزيز التعاون الاقتصادي بين الطرفين أكثر للارتقاء به إلى مستوى أعلى. وأبرز كل من رئيس لجنة تنسيق لجان شؤون الاتحاد العام لمقاولات المغرب حكيم المراكشي، والمدير العام للوكالة المغربية لتنمية الاستثمار حميد بنلفضيل، والمستشارة المنتدبة بالوكالة الأندلسية للترويج الخارجي فانيسا بيرناد، والكاتب العام لاتحاد أرباب العمل بالأندلس أنطونيو كاريو، خلال ندوتين نظمتا في إطار هذا المنتدى، أهمية الاستفادة من القرب الجغرافي والتكامل الاقتصادي بين الطرفين لإقامة شراكات رابحة-رابحة. واستعرض السيدان المراكشي وبنلفضيل، في هذا السياق، الإصلاحات الكبرى التي أطلقت في المغرب من أجل تطوير النسيج المقاولتي، مؤكدين أنه رغم الأزمة الاقتصادية العالمية، تمكن المغرب من الحفاظ على معدل نمو مرتفع نسبيا. وأضافا أن المغرب قام بسلسلة من الخطوات تروم تحسين مناخ الأعمال، ووضع إطار قانوني يضمن حقوق المستثمرين الأجانب، مبرزين الاهتمام المتزايد للمستثمرين الأجانب بعدد من القطاعات التقليدية، وكذا الجديدة، مثل السياحة والطاقات المتجددة. ودعيا، بهذه المناسبة، رجال الأعمال الأندلسيين إلى اغتنام فرص الأعمال هذه، وجعل من المغرب أرضية لتوسيع نشاطاتهم وأعمالهم نحو القارة الأفريقية. من جانبهما، أكدت السيدة فانيسا والسيد كاريو أن جهة الأندلس تعتبر المغرب حليفا وشريكا اقتصاديا مفضلا، معربين عن إرادة هذه الجهة ورغبتها في زيادة صادراتها نحو المملكة الجارة. وأشارا إلى أن تكثيف اتصالات الأعمال والقيام بأنشطة ملموسة لتعزيز الثقة المتبادلة، وإقامة شراكات مفيدة بين الطرفين، كلها أمور أساسية لتعزيز المبادلات التجارية وفتح آفاق جديدة للتعاون. وذكر المسؤولان الأندلسيان أن صادرات هذه الجهة نحو المغرب خلال 2014 بلغت نحو 940 مليون أورو، ما جعل من المغرب ثاني وجهة للمنتوج الأندلسي خارج الاتحاد الأوروبي بعد الولاياتالمتحدة، داعيين إلى بناء شراكة متنوعة وقوية للارتقاء بالعلاقات الاقتصادية الثنائية إلى مستوى أعلى. وتميز حفل افتتاح المنتدى الاقتصادي والمقاولاتي المغربي الأندلسي، بكلمات كل من مستشار الاقتصاد في حكومة الأندلس خوسيه سانشيز مالدونادو، وسفير المغرب بإسبانيا محمد فاضل بنيعيش، ورئيسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب مريم بن صالح شقرون، ورئيس اتحاد أرباب العمل بالأندلس خافيير غونزاليث دي لارا، ومشاركة أزيد من 150 من رجال الأعمال المغاربة والأندلسيين. ورام هذا المنتدى، المنظم بمبادرة من الاتحاد العام لمقاولات المغرب وحكومة الأندلس، تعزيز العلاقات التجارية واستكشاف فرص الاستثمار بين المغرب وجهة الأندلس. ولتحقيق هذا الهدف، تم إبراز فرص الاستثمار المتاحة في جميع القطاعات الاقتصادية المغربية والأندلسية ومزايا انفتاح النسيج المقاولاتي المغربي على السوق الإفريقية، وبرمجة لقاءات ثنائية بين المهنيين المغاربة ونظرائهم الأندلسيين.