لم يفعل القيمون على صحيفة "شارلي إيبدو" سوى إذكاء الكراهية بين المجتمعات والشعوب،وإيذاء الإنسانية والإنسان بمختلف أديانه ومعتقداته. نحن ضد الإرهاب كيفما كان نوعه وأصله وهدفه،ولكننا ضد استفزاز المجتمعات بالسخرية وإهانة معتقداتهم. إن المسلمين لايستفزون -بضم الياء-من الرسوم المسيئة للرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم كرسوم،ولكن يستفزون من غباوة من يقومون برسومها وخساسة ومكر من يقفون وراء ذلك،فالمسلمون يعرفون مكانة وقدر رسولهم عليه السلام،ويؤمنون بصدق بعثته كرحمة للعالمين،وسلام وسلم وأمن للبلاد والعباد،وأنا شخصيا لاأرى أغبى ممن لايتوصل بعقله إلى حقيقة سبب وجوده فوق هذه الأرض التي لاتمثل إلا أقل من حبة رمل في صحراء لاحدود لها.كما أن معظم أصحاب القرار في العالم يعرفون حقيقة الاسلام لكنهم يتجاهلون تلك الحقيقة من أجل بقاءهم على كراسي السلطة والنفوذ،وإرضاءا لمن يؤيدوهم ممن يعيشون على شقاء ومآسي الشعوب،فهؤلاء "القادة"بدل أن يستغلوا مواقعهم للتعريف بحقيقة الاسلام وسلامه وسلمه،يشترون الضلالة بالهدى. فكيف يعقل أن يستثنى نفي "الهولوكوست"ومعادة السامية من حرية التعبير،وتعد إساءة مقدسات ملياري مسلم من حرية التعبير.إننا ضد معاداة السامية وضد كل مايعادي كرامة الانسان بما في ذلك معاداة الاسلام،الذي الأصل فيه الرحمة ونبذ العنف والتعاقد على أساس العدل والمساواة والتكافل الاجتماعي. ألم يعتبر الفرنسيون بأن أمثال القيميين على صحيفة"شارلي إيبدو"يسعون إلى الفتنة وإيذاء فرنسا كدولة للتسامح والديمقراطية وحقوق الإنسان. إن محمدا صلى الله عليه وسلم لن ينال منه كل إعلام العالم بمافي ذلك الصحيفة المشؤومة "شارلي إيبدو"كنا أن الاسلام أعظم من أن ينال منه كل العالم بمفكريه ومنظريه وإيديولوجيته . إن مايعرفه العالم من اختلالات وعدم التوازن وسعادة الأقلية على حساب مآسي الأغلبية إلا بسبب الابتعاد عن مبادىء الاسلام. إن جميع المؤامرات التي استهدفت الاسلام تكسرت على حقيقة صدقه وتسامحه .
لقد عرف المسلمون بالاتحاد السوفياتي السابق مراحل قاسية حيث قتل مئات المسلمون الباشكير والقرغيز وغيرهم واستشهد أكثر من مليون مسلم كازاخستاني بالاضافة إلى التهجير والتعذيب وطمس اللغة العربية بالاضافة إلى هدم وإغلاق الآلاف من المدارس والمساجد الاسلامية،لكن بانهيار الاتحاد السوفياتي سنة 1991 عاد المسلمون بقوة إلى ممارسة شعائرهم الدينية وتمسكهم بالقيم الاسلامية ،لقد اندثرت الشيوعية بعد أن فتكت بالإنسانية (عشرات الملايين من القتلى داخل وخارج روسيا) وبقي الاسلام ،كما ستذهب جميع المؤامرات التي تستهدف الاسلام لسبب بسيط وعظيم في نفس الوقت وهو أن العقيدة الاسلامية لاتتناقض مع الفطرة