دعا مشاركون في منتدى إفريقيا والتنمية 2015، الذي تحتضنه الدارالبيضاء، إلى بلورة رؤية مشتركة لتعزيز الشراكات الاقتصادية بين البلدان الإفريقية. وفي هذا الصدد أبرز مسؤولون حكوميون وفاعلون اقتصاديون مغاربة وأفارقة ، خلال جلسة نقاش مفتوحة عقدت في إطار هذا المنتدى ، أنه يتعين على البلدان الإفريقية وضع أرضية مشتركة تتعلق ، بالمبادلات التجارية البينية ، وتثمين الموارد التي تتوفر عليها القارة ، وذلك لضمان تكامل اقتصادي ناجع . وشددوا في هذا السياق على ضرورة تحويل الموارد التي تتوفر عليها القارة، على المستوى المحلي ، حتى تستفيد منها إفريقيا ، عوض استفادة مقاولات أجنبية منها . وأكد الوزير المنتدب المكلف بالتجارة الخارجية السيد محمد عبو ، على أهمية الدور الذي يضطلع به الفاعلون الاقتصاديون في تعزيز التعاون بين البلدان الإفريقية . وقال إن هذا المنتدى يشكل فرصة ثمينة لتوسيع مجال الشراكات الاقتصادية بين رجال الاعمال الأفارقة في مختلف المجالات ، وذلك إطار تعاون جنوب / جنوب . ولتحقيق غايات هذا التعاون في المجال الطاقي ، دعا وزير الطاقة والموارد المائية بالغابون السيد ديزيري غودن ، إلى الاقتداء ب" التجربة المغربية الهامة " في مجال الطاقات المتجددة . وقال إن بلاده وضعت برامج ومخططات تروم تنويع الموارد وتحويلها محليا حتى تحقق تنمية متوازنة. وفي السياق ذاته اعتبر وزير الاقتصاد والمالية السينغالي السيد أمادو با ، أن الرهانات الاقتصادية التي حددتها بلاده تتمثل في تحقيق إقلاع يشمل مختلف المجالات . وفي معرض تطرقه للعلاقات والروابط التي تجمع المغرب بالسينغال ، أكد الوزير أن هذه " العلاقات الوطيدة والمتينة والتاريخية " بين البلدين ، تزداد عمقا وترسخا بفضل العناية الخاصة التي يوليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس ، والرئيس ماكي سال ، لهذه العلاقات. وأبرزت رئيسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب السيدة مريم بنصالح شقرون ، أن بلورة هذه الرؤية المشتركة بين بلدان القارة ، سيساهم في تحقيق التكامل الاقتصادي ، وبلوغ معدلات نمو كبيرة ، وتقوية التعاون الثنائي والمتعدد الأطراف. واعتبرت أن المقاولات الصغرى والمتوسطة يمكن أن تشكل العمود الفقري لهذا التكامل ، مشيرة في الوقت ذاته إلى أهمية تكوين الشباب الإفريقي وتأهيله حتى يساهم في تنمية القارة. وسيتم خلال المنتدى توزيع جوائز التعاون جنوب/ جنوب ، وكذا جائزة المقاولين الشباب على أفضل المقاولات التي تميزت بمساهمتها في تطوير المبادلات والاستثمارات بين الدول الإفريقية . وتشهد هذه التظاهرة ، التي ينظمها التجاري وفا بنك والمغرب تصدير ، بمشاركة فاعلين اقتصاديين ومؤسساتيين من 15 بلدا إفريقيا، تنظيم لقاءات عمل بين أصحاب القرار ومستثمرين اقتصاديين ، علاوة على عقد ورشات سيسهر على تنشيطها خبراء وفاعلين، تتخذ من قضايا اقتصادية راهنة موضوعا لها. ومن بين الورشات الهامة التي تقرر عقدها، تلك المتعلق بتنويع مصادر الطاقة والأمن الطاقي، وتثمين الموارد الفلاحية والأمن الغذائي، والبنيات التحتية وأنواع الشراكات والتمويلات. ويشمل برنامج هذه الدورة أيضا تقديم المشاريع الاستثمارية الكبرى في سبع دول تنتمي لمنطقة الاتحاد الاقتصادي والنقدي لغرب إفريقيا ، والمجموعة الاقتصادية والنقدية لوسط إفريقيا ( مالي، والكامرون ، والبنين، وبوركينا فاسو ، والكوت ديفوار ، والغابون ، والسينغال ). وعلى هامش هذا المنتدى ينظم معرض فني تحت عنوان " عبقرية إفريقيا " لفنانين تشكيليين أفارقة ومغاربة ، والذي يبرز مواهب فنانين مطبوعة بالأمل والابتكار في تناغم مع البعد الإنساني المنشود.