عمّ استياء عارم في أوساط ساكنة مدينة الشماعية، إثر تحول وجهة مظاهر الانحلال الأخلاقي والتعنيف اللفظي من شوارع المدينة وأزقتها إلى المركز الصحي حيث يتوافد المواطنون رفقة عائلاتهم قصد الاستشفاء، الشيء الذي بات يؤرق المرضى والأطر الصحية على حد سواء. وسجل المركز الصحي نهاية الأسبوع الفارط هجوما هيستيريا قامت به فتاة قاصر تجاه الأطر الصحية مستعملة في ذلك السلاح الأبيض وعبارات من قاموس الألفاظ النابية، ما جعل الطاقم الطبي يفرّ نحو مركز الدرك الملكي طالبا الإغاثة. وارتباطا بالموضوع أفاد أحد المواطنين الذي عاين الحدث، كون هذا الاعتداء لا يمكن أن نفصله عن السياق العام وغياب الأمن بالمدينة، موضحا أنها ليست المرة الأولى التي يتعرض خلالها أطر المركز الصحي للاعتداء سواء النفسي أو البدني، ووجه المتحدث مناشدة للمسؤولين بتجنيب الأطر الصحية مثل هذه الأحداث التي من شأنها أن تنعكس على أدائهم ومن ثمة يضيع حق المواطن في الصحة. هذا، واستمر بداية الأسبوع الجاري مسلسل الأجواء المشحونة بذات المركز، حيث شهد حادثة اعتداء نفسي وسب الأصول والفروع كادت أن تتطور إلى الأسوإ لولا تدخل السلطات المحلية في الوقت المناسب، و كانت ضَحيَّتها طبيبة المركز التي عمدت إلى رفع شكاية تظلم إلى الجهات المعنية، عنونته بتعرضها لاعتداء أثناء مزاولة واجبها المهني. من جانبه، تضامن المندوب الإقليمي لقطاع الصحة مع الأطر الصحية المعتدى عليهم، مؤكدا في ذات الوقت على ضرورة التفكير في حلول إجرائية للإشكال الأمني، خصوصا أن المندوبية تعتزم تأهيل المركز الصحي وجعله مستشفى محلي استجابة للحاجيات الصحية للمواطنين وانسجاما مع النمو الديموغرافي الذي تعرفه المدينة. ودعا المسؤول الإداري الجماعة الحضرية لمدينة الشماعية وهيئات المجتمع المدني للمساهمة في هذا الرهان الصحي بكل الوسائل والاقتراحات في إطار مقاربة تشاركية للمضي بالمدينة قدما نحو ما يتطلع إليه المواطن. يُشار إلى أنه تعالت أصوات سكان مدينة الشماعية وارتفعت وثيرة تذمّرهم واستنكارهم جرّاء تدهور الوضع الأمني بالمدينة حيث نظمت تنسيقية المجتمع المدني وقفات ومسيرات احتجاجية دعت من خلالها إلى التدخل العاجل لإيجاد حل للوضع قبل أن تتأزم الأمور أكثر ممّا هي عليه.