قامت الدنيا و لم تقعد حينما تعرضت البرلمانية ربيعة طنينشي عضو فريق العدالة و التنمية بمجلس النواب الى التعنيف بالجر و الدفع عند محاولتها الدخول الى العمالة رفقة رئيسة جمعية كانت تنوي تنظيم قافلة من خريبكة الى جماعة باقليم خنفيرة. و بغض النظر عن اسباب و حيثيات الموضوع هاهي الصحف و الجرائد الوطنية تجشب و اخرى تستنكر و الاخر يسب و تعالت اصوات الغاضبين او بمعنى اصح (المتملقين) ، مطالبين من السلطات برد الاعتبار و الاعتذار عن هذا الفعل الشنيع و اللا انساني الذي طال البرلمانية المحترمة. و مع كامل احتراماتي لهاته البرلمانية، لكن السؤال الذي يتبادر الى اذهاننا في هذه اللحظة ، هل موجة تسونامي هذه من الشجب و الاستنكار هي لمجرد كونها برلمانية عن حزب حاكم ام لكونها مواطنة لها حقوق و كرامة يجب ان تصان؟ فلنرجع قليلا الى الخلف و نستمتع بكواليس مسلسل التعنيف ، فكم من صحافي اذن تم الاعتداء عليه لمجرد قوله قولت حق ؟ و كم من معطل تم تعنيفه لمجرد مطالبته بحقه في العمل ، و كم من حقوقي تم جره لمجرد مطالبته برد الحق لأصحابه ، و كم من مواطن بسيط تم قمعه لمجرد انه مواطن و كم وكم ....و ألائحة طويلة لن اكتفي بجردها ولو كان البحر مدادا، فلماذا اذن لم نسمع قبل اليوم اي بلاغ او اي بيان يستنكر او يندد هذه التجاوزات و الممارسات اللا انسانية و المهينة لكرامة المواطن، لماذا لم تقم الدنيا و لم تقعد و تطالب السلطات بالاعتذار و رد الاعتبار لهذا الصحفي ...و لذاك المعطل ...و لذاك الحقوقي... و لذلك المواطن البسيط ام انه لكونه مجرد مواطن لا يرقى لمرتبة برلماني او عضو حزب. صحافة التملق و المحسوبية بامتياز و عدم الاحساس بالمسؤولية الملقاة على عاتقها و التي تحتم عليها ايصال صوت اي مواطن كيف ما كان ، فكلنا ضد القمع و ضد اي ممارسة مهينة و سالبة لكرامة المواطن ، لكن لا يجب ان نختار من يجب ان يهان و من يجب ان يوقر و يحترم انطلاقا من مكانته و منصبه ...لنختار حجم الصوت الذي سننادي به من اجله .