تلتئم بمراكش، يومي 9 و10 يناير الجاري، أندية الليونس العربية، وذلك في إطار مؤتمرها 15 "كل العرب"، الذي يعد تجمعا ومناسبة للالتقاء وبحث وسائل توحيد الجهود في مجال العمل الاجتماعي، وإعطاء بعد جديد لشعارها "نحن نخدم"على مستوى المنطقة العربية. وقال مدير الدورة 15 للمؤتمر، عبد الله الصقلي، إن هذه الدورة تعد احتفالا بالصداقة والتضامن يتيح لأعضاء أندية الليونس العربية فرصة الالتقاء في إطار من التعايش والحميمية، من أجل تبادل النظر حول تجاربهم وتجارب الآخرين في ميدان العمل الاجتماعي والتضامني المنجز من قبل مراكز التضامن التابعة لأندية ليونس في مختلف البلدان العربية. وأضاف أن العمل الاجتماعي التضامني في إطار أندية ليونس يكتسي طابعا خاصا، حيث أن أعمال أعضاء أندية الليونس تقوم على تنظيم أنشطة لجمع التبرعات وتشجيع العمل التطوعي في الميدان الاجتماعي. فكل نادي محلي يشارك، انطلاقا من خياراته المحضة، في أنشطة محلية ووطنية ودولية، كما أن تعدد الأنشطة يعتبر سمة تتفرد بها أندية ليونس مقارنة مع منظمات أخرى. وفي هذا السياق، أوضح السيد الصقلي أن الأمر داخل أندية ليونس يتعلق بهندسة اجتماعية، حيث أن إحداث وتسيير المراكز الاجتماعية التضامنية يتطلب كفاءات ومعرفة دقيقة من أجل ضمان فعالية واستمرارية الأنشطة الاجتماعية، معتبرا أن مؤتمر مراكش يشكل أيضا مناسبة لإغناء تجارب أندية الليونس العربية واستلهام نماذج بناءة. وأبرز أن عقد هذا المؤتمر للمرة الثانية بالمغرب يجسد الثقة التي تحظى بها أندية الليونس بالمغرب، كما يشكل اعترافا بديناميتها ومصداقيتها وانخراطها في ظل الشعار الموحد "نحن نخدم". وقال "من خلال تواجد 40 مركزا اجتماعيا تضامنيا عبر مختلف أرجاء المملكة، يمكن أن نكون فخورين بإنجازات وتجارب ناجحة لليونس كلوب المغرب"، مستحضرا، على سبيل المثال، "شبكة ابتسامة" التي تضم ما يقارب 15 عيادة لطب الأسنان ومراكز التكفل بالأطفال ثلاثي الصبغي 21 (مراكش، الرباط، سلا ومركز في طور الإنجاز بالدار البيضاء)، ومراكز التكفل بأطفال لديهم مشاكل في السمع من قبيل مركز للاحسناء بالرباط، إلى جانب مراكز للتكفل بأطفال مصابين بداء السكري (مركز سعيد النويصري بطنجة)، والمركز متعدد التخصصات بالدار البيضاء. وأوضح السيد الصقلي أن إحداث مراكز اجتماعية وتسييرها من قبل أندية ليونس المغرب، يعتمد نهج مقاربة القرب تماشيا مع حاجيات كل شريحة. وسيتميز المؤتمر 15 بمراكش بالإعلان عن إحداث "مؤسسة أندية ليونس العرب" والتي ستتولى مهمة تمويل مراكز التضامن في البلدان العربية. وأكد السيد الصقلي، في هذا الصدد، أن مؤسسة أندية ليونس العرب التي ستتخذ مقرا دائما لها بمركز للامريم بالدار البيضاء، تهدف إلى جمع التبرعات وتقديم الدعم لمختلف البرامج الاجتماعية التي تشرف عليها أندية ليونس العرب لفائدة الفئات المحتاجة. وأعلن أن لقاء مراكش سيعرف مشاركة فلسطين لأول مرة، وقال، بهذا الخصوص، "خلال هذا الاحتفال بالتضامن والأخوة العربية، سيكون لنا الشرف بأن يكون بيننا ولأول مرة أشقاؤنا الفلسطينيون". وذكر، في هذا السياق، أن أندية ليونس العرب قامت بتمويل، بناء على توصيات لقاء "كلنا عرب 2012" إحداث مركز للتضامن بالقدس يضم، بالخصوص، وحدة لطب الأسنان والتي تقدم خدماتها لفائدة الساكنة في إطار "شبكة ابتسامة". وخلص إلى أنه من خلال مبادرات متعددة لدعم ومساعدة مشاريع مختلفة للتضامن الاجتماعي في بلدان عربية مختلفة، فإن المؤتمر 15 لأندية ليونس العرب بمراكش يعد بأن يشكل عرسا كبيرا عنوانه التضامن والأخوة العربية. وتضم جمعية ليونس كلوب المغرب، التي تنظم المؤتمر 15، أزيد من 40 ناديا عبر مختلف أرجاء المملكة وأزيد من 900 عضو. ويتجلى الهدف الرئيسي لأعضائها في "خدمة الوطن والفئات الهشة في ظل الصداقة والأخوة". وأحدث أول نادي ليونس بالمغرب منذ أزيد من 60 سنة. وحسب تصنيف أنجزته (فايننشال تايمز) فإن مؤسسة ليونس كلوب الدولية تصنف كأول منظمة غير حكومية دولية من حيث قدرتها على توحيد وتنسيق الالتزام الاجتماعي والعمل الخيري لدى المقاولات. وتؤكد المؤسسة على الاهتمام المتزايد للمقاولات بالشراكات على المستوى البعيد والهادفة إلى معالجة جملة من المشاكل الاجتماعية. وتعود بداية مسار حركة نوادي ليونس على المستوى الدولي إلى سنة 1917، ولديها أكثر من 45 ألف نادي وتضم نحو مليون و300 ألف عضو موزعين على 206 دولة عبر العالم. وتحظى أندية ليونس بكل بلد باستقلالية كبيرة تسمح لها بإبراز هويتها الثقافية داخل المؤسسة الدولية.