استنكر محمد قنديل القاضي بمدينة العيون قرار توقيفه من طرف وزارة العدل و الحريات وإحالته على المجلس الأعلى للقضاء و اعتبر الأمر بأنه وسيلة ضغط من أجل إسكاته على فضح الفساد المستشري في المحكمة الابتدائية بالعيون. ومن خلال تدوينة له على حسابه الشخصي بالفايس بوك اتهم القاضي الموقوف وزير العدل و الحريات مصطفى الرميد بالرجل الغير المحترم و الفاسد، مشيرا إلى أنه سبق له وأن اجتمع مع الوزير و أخبره بالفساد الموجود بالمحكمة وأقر له الأخير بذالك إلا أنه أخبره بأنه لا يستطيع استئصاله أو محاربته نظرا لحساسية المنطقة. وأضاف قنديل المعروف بقاضي العيون أنه لا يعترف بالمجلس الأعلى للقضاء في غياب رئيسه الفعلي أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس الضامن لاستقلالية القضاء، كما طالب الرميد بالاستقالة إن أراد الحفاظ على ماء الوجه على حد تعبيره. وقال ذات القاضي أن الرميد عرض عليه حل وسط عبارة عن اختياره أي محكمة في المملكة لينقله إليها في غياب تام للمجلس الأعلى للقضاء و كأن السيد الوزير هو المجلس نفسه. هذا وكان القاضي محمد قنديل قد دأب على نشر مجموعة من المنشورات على حسابه بالفايس بوك ينتقد فيها المحكمة الابتدائية بالعيون، وكان آخرها يوم 24 دجنبر الماضي، عندما قال أنه لا يشرّفه أن ينتمي رئيس المحكمة إلى المسؤولين القضائيين، مقسما الجسم القضائي إلى خمسة أقسام، منافق، حاقد وحاسد، جبان، مثير للشفقة، وشجاع ونزيه، قبل أن يوجه كلاما للوزير مصطفى الرميد يقول فيه بالحرف: " و من هذا المنبر أخبرك السيد الوزير, أنك أخبرتني بالحرف بهذه الجملة بعد أن اتصلت بك هاتفيا "سامحك الله" و أنا أخبرك بدوري "لا سامحك الله" و أذكرك بقول الله تعالى : "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ *كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ" و إذا كنت تدعي الإيمان فقم و أعمل طبقا لحديث رسول الله "رحم الله امرء عمل عملاً فأتقنه". كما أنك تعرف أني لا أتملق أحد و لا أخاف في الله لومة لائم و ليس من شيمي النفاق أو الانتهازية, فلقد طلبت منك ابراء ذمتي المالية مقابل الاستقالة, و أخبرتك أنه لا يشرفني الانتماء لجهاز فاسد. لكنك رفضت و طلبت مني اختيار أي محكمة و قلت لي لن أقبل الاستقالة لأنك لن تفرط في قاضي مثلي و أرسلتني للتهلكة.