كنتُ دائما أقول في قرارة نفسي أنّ مجتمعنا المسلم يغزى ثقافياً من طرف أعدائه، ولطالما أكّدتُ عليها وخاطبتُ محاوري بأنّ الاستعمار كان من بين أهدافه أن يدسّ فيروس ثقافته المريضة بالتراخوما ( مرض العيون ) لكي يعدي أهل العفّة، ولطالما اتّهمتُ التّكنولوجيا والإعلام بإطلاق صواريخها لتفجرّ عقولنا وتغيّر إيديولوجياتنا وتمحو ثقافتنا. لكنّني مع الملاحظة الدّقيقة وجدت على أننّا نحن من قلنا مرحباً بالحماية فثقافتنا البالية تحتاج إلى التّجديد والحلّ هو استراد تلك الثقافة الفاتنة التي لطالما سحرت العالم منذ العصور الوسطى، لكنّنا نسينا على أنّها مريضة بالتراخوما، لأنّها خدعتنا ولا تزال تخدعنا بنظّاراتها العصرية الغالية الثّمن وآخر ما جاء في الموضة، لكنّ هذا لن يزيل بعض المسؤولية للغزو الثّقافي الغربي. إذ أضحى ينتشر هذا المرض المعمي بسرعة في مجتمعنا بدون اللّجوء إلى علاجه، فأصبحنا نرى نتائج هذا المرض في هذا القرن خاصّةً السّنوات الأخيرة : إلحاد .. ردّة عن الدّين .. شذوذ .. وما هو أخطر ألا وهو الدّعاية بها .. الاحتفال بأعيادهم .. السكيزوفرينية .. والكثير من الظّواهر والآفات .. . فأصبح مجتمعنا يستقبل الثّقافات الدّخيلة إلى أن لم تعد له ثقافة.